22 ديسمبر، 2024 3:56 م

إسرائيل وإيران: من حرب التصريحات الى حرب الناقلات

إسرائيل وإيران: من حرب التصريحات الى حرب الناقلات

ماذا يجري في الخليج العربي بين اسرائيل وامريكا من جهة ،ومع ايران من جهة أخرى،هل تحولت التهديدات الى افعال وخرجت من السرّالى العلن، وهل نشهد حرب أخرى، كما قال عراب السياسة الامريكية هنري كيسنجر ذات يوم، (أن طبول الحرب تدق في الخليج، ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم) ،تمهيدا لحرب عالمية ثالثة، في الشرق الاوسط،،ولكي نضع تصريح كيسنجر في سياقه،لابد وأن نستعرّض ما يجري على الارض ،في منطقة الخليج العربي،من تصعيد خطير، ينذر بحرب حتمّية بين هذه الأطراف،وهذا التصعّيد في المواقف السياسية والعسكرية ، تمثّل في ضرب ناقلات نفط إيرانية ، وناقلات نفط إسرائيلية في مضيق هرمز،والخليج العربي وباب المندب، وضرب منشآت ومفاعلات نووية إيرانية ،من قبل إسرائيل آخرها ضرب مفاعل نطنز، وقبلها إغتيال أبو القنبلة النووية فخري زادة ،ونائب الظواهري في شوارع طهران،فيما ردّت إيران بمضاعفة برفع تخصيّب اليورانيوم الى 60 بالمائة، ومحاولتها إحداث فوضى سياسية وعسكرية في العراق، من خلال أذرعها السياسية والعسكرية،وقصف الفصائل الولائية لأرتال عسكرية أمريكية،وقصف السفارة والقواعد ، وزيارة قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني لبغداد، دليل على ذلك،يجري هذا بتزامن تصعيّد آخر وحرب تصريحات مخفية بين أمريكا والصين، وتصعيد أقوى ينذر أيضا بحرب وشيكة بين روسيا وأوكرانيا، التي تحظى بدعم أمريكي وأوربي واسعين ،وهناك حرب كبيرة تدور في اليمن لصالح طهران، وازمة حكومية وصراع نفوذ في لبنان، وحرب مطاردة فلول داعش، الذي اخذ يشكل خطرا جديدا داخل العراق في سلسلة جبال حمرين وقره جوغ وصحراء الانبار ونينوى ،وعلى الحدود مع سوريا وداخل سوريا،بمعنى منطقة الشرق الاوسط ،تقف على مفترق طرق، نحو حروب مدمرة وقودها شعوب المنطقة بكل تأكيد،هذه الحرب اذا ما إندلعت(لاسامح الله) الحرب،بين أمريكا وإسرائيل وإيران، سوف تكون ساحتها العراق وسوريا والخليج العربي، وتحديدا السعودية، التي تدعم أي حرب ضد إيران،خاصة بعد قصف الحوثيين أراضي ومنشآت سعودية ،بالصواريخ الايرانية الباليستية ،أو بالطائرات المسيرة وبشكل يومي تقريبا،إذن الحرب تعيشها المنطقة واقعاً،ولاتحتاج الى إلاّ بيان إعلان لتلك الحرب،أن مانراه اليوم هو إعلان حرب بين اسرائيل وايران، ومن يقول غير ذلك فهو واهم، في الحروب، لاتوجد مجاملات، توجد صواريخ تنهمر على المعسكرات والمواقع النووية وغيرها،إذن الشرق الاوسط على كف عفريت ،وفي عين العاصفة إسرائيلية-الامريكية، مقابل العناد الايراني المعروف، فايران تكابر وتهدّد وتنطح جدار سيكسر لها قرونها الطينية،التفاوض والتسويّف من قبلها مع الاتحاد الاوروبي ،لن يجنبها عدوان إسرائيل القادم التي تقوم به خارج القرارات الدولية، ولاتملك إيران ، غير التهديد والوعيد الفارغ ، و(إحتفاظها بحقّ الرّد)،وإسرائيل تقصف يومياً معسكراتها، ومعسكرات حزب الله في الاراضي السورية منذ عام دن ردّ،هي تعوّل على مفاوضاتها مع الاتحداد الاوروبي حول الاتفاق النووي، رغم توقف المفاوضات، وهي في الحقيقة تريد كسب الوقت لااكثر، وتريد خداع امريكا والاتحاد الاوروبي ، للوصول الى القنبلة النووية، التي تحاول وتصرّ اسرائيل وأمريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا ،منعها بكل طريقة، بدءاً من التفاوض، ولكن الخداع والمراوغة والتضليل والتسويف ، هو عنوان للسياسة الإيرانية منذ عقود، والحرب الإيرانية على العراق شاهد بذلك، والتفاوض على الإتفاق النووي الذي إستغرق 12 سنة ،دليل آخرعلى ما نقول، إذن إيران لا تفاوض من أجل التفاوض والوصول الى إتفاق جديد، وإنما تفاوض للحصول على حلمها التاريخي، وهو القنبلة النووية التي لاتهدد بها سوى العرب وتبتزهم مستقبلاً، فهل يتحقق الحلم الفارسي ، هذا تقرّره الدول الكبرى،التي ترى في حصول إيران على قنبلة نووية ، تهديد لمصالحها الإستراتيجية المستقبلية، في منطقة الشرق الأوسط،وهذا ما لا تقبله به على الإطلاق،لأن المشروع الإيراني، أصبح علنياً،بعد تصرحيات القادة الإيرانيون، بأن إيران تسيّطر على اربعة عواصم عربية ، وإن الهلال الشيعي في طريقه للإكتمال، وطريق الحرير قادم ، وهكذا تحقق الامبراطورية الفارسية حلمها، في التوسع والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط ،نعتقد هذا الحلم أخذ بالافول، وذلك بعد فشل الحوثيين في اليمن، من السيطرة على اليمن، وفشلها في سوريا ولبنان والعراق، في مقابل كل هذا التغوّل الاإراني، ظهرت تحالفات إقليمية تحجّم التغوّل الإيراني، ومن هذه التحالفات الإستراتيجية،إعادة العلاقات الخليجية مع قطر،وإعادة العلاقات الإستراتيجية بين مصر وتركيا، وإنهاء الأحداث في ليبيا ،بتشكيل حكومة ليبية بعيدة عن هيمنة الميليشيات، وطرد المرتزقة خارج ليبيا، وعودتها الى الحاضنة العربية هي والعراق، وإجراء انتخابات عراقية بإشراف الامم المتحدة في أكتوبر القادم، هذا هو المشهد العسكري والسياسي، في المنطقة، ولكن هناك من يرجّح قيام الحرب الأسرائيلية –الايرانية، وهناك من يقول هذا ذرّ الرماد في العيون، مايجري من حرب ناقلات ، هو لإبتزاز العرب، وقبولهم بالتطبيع مع إسرائيل، والضغط على إيران ، لإخضاعها للشروط الأمريكية، ومنعها من الحصول على السلاح النووي،وهنا لابد من الإعتراف، أن جميع الإحتمالات واردة، والتصعيد الذي نراه خطير، يعرّض المنطقة الى الدمار والخراب، كما حصل في العراق،والسبب الذي يجعلنا غير متفائلين،هو معرفتنا بالعناد الإيراني،وإصرارها على مواجهة أي عدو لها ،من أجل حصولها على السلاح النووي، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق،وهي أيضا مستعدة التخلي عن جميع حلفائها ،من اجل هذا الهدف، كما هو تفاوضها مع أمريكا ، حول حلّ الحشد الشعبي وتسليم الفصائل الولائية ،أسلحتها وإنهاء وجودها المنطقة، كشرط أساسي لرفع الحصار عن طهران،مقابل الاإسحاب العسكري الامريكي من العراق، وقد سحبت أمريكا البساط من ايران وفصائلها وأذرعها ،حتى لا تتحجّج وتماطل في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي وأمريكيا، بخصوص الإنسحاب الأمريكي العسكري في العراق ،وغلق قواعدها العسكرية فيه، وهذا ما تقوم وتسعى إليه الإدارة الامريكية، بعد وصول الرئيس بايدن الى الرئاسة،أمريكا جادة في الإنسحاب العسكري، ولكنها أبقت قواتها لأغراض التدريب، وفي المقابل زادت أعداد الجنود في العراق الى أربعة الآف عنصر، تحت مسمّى وقيادة حلف الناتو،وهكذا تمارس جميع الأطراف لعبة التضليل والخداع ،لتحقيق أهدافها في المنطقة والعراق تحديداً، إن قيام حرب في الشرق الأوسط ،أمر يحتّمه الرفض والعناد الايراني، وإصرارها على تحدّي العالم كله، من أجل مشروعها التوسعي الكوني، وهي ستقاتل بالأنابة بميليشياتها وفصائلها الولائية في العراق وسوريا ، كما تقاتل اليوم السعودية بالأنابة وهم الحوثيون، الايام المتسارعة نحو الحرب ،لايمكن التكهّن بنتائجها، وإدخال المنطقة في حرب عالمية ثالثة، هو محاولة لإعادة خريطة المنطقة، على وفق سايكس-بيكو، اليوم ربما تكون إتفاقية بايدن –خامنئي، هي التي تعوّل عليها إمريكا ، من خلال التفاوض معها بصورة غير مباشرة، والحذر الخليجي والتركي والمصري من هكذا مشروع، هو من سرّع من التحالفات مع بعضها البعض، خاصة بعد فتورالعلاقات الامريكية – السعودية والعلاقات الأمريكية التركية، ،ننهي هذا بتخوفنا من دفع الأحداث الى حرب في عموم المنطقة،بين مصر والسودان مع إثيوبيا، وروسيا واوكرانيا، واسرائيل وأمريكا وإيران، جميع هذه السيناريوهات واردة ،وقابلة للإنفجار،والصعق بيد أمريكا الآن، فهل تتحوّل الحرب الى واقع ،في المرحلة التاريخية الحرجة التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط برمتها، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت…