18 ديسمبر، 2024 10:56 م

لمرات عدة قصفت إسرائيل بطائرات مسيرة أو صواريخ بعيدة مستودعات للأسلحة ومعسكرات عراقية لقوات الحشد الشعبي في مناطق قريبة من بغداد وفي مناطق كانت وما تزال تتعرض لتهديدات داعش الإرهابي المجرم في شمال بغداد وغربها ، وبرغم وجود تصريحات غير مؤثرة من الحكومة العراقية ، إلا أن قيادات الحشد الشعبي أكدت إن هناك إستهدافا فعليا لمعسكرات وقواعد تابعة للحشد ما يعني إن الإستهداف قرار إسرائيلي ولكنه مدعوم أمريكيا ، ولولا الضوء الأخضر من واشنطن لما تجرأ الكيان الصهيوني على قصف مواقع في سوريا والعراق بدعوى أن هناك مستودعات للأسلحة والصواريخ الأيرانية تهدد أمن إسرائيل .

ولكن ما هو الرد المناسب على الإعتداءات تلك خاصة وإنها تتكرر وقيادة الكيان الغاصب تعترف علنا بإنها توجه تلك الضربات إلى تلك المواقع وتصر على إنها ستوجه المزيد منها في المستقبل وهذا ما يشكل خطرا على الأمن الوطني العراقي ، فلا فرق بين الجيش والحشد خاصة وأنه مؤسسة حكومية مقرة قانونيا ولها هيكلية معترف بها من السلطة التشريعية ومجلس الوزراء وهناك وزير في الحكومة هو الذي يرأس هيئة الحشد وتتوفر ميزانية مالية كبيرة لدعم نشاط هذه المؤسسة في مواجهة التهديدات الإرهابية المتكررة ؟.

في الواقع ان الحاجة إلى التنسيق بين السلطات العراقية أصبح ضروريا كمجلس وزراء ومجلس نواب ورئاسة جمهورية وقيادة الحشد ووزارة الدفاع التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن الأمن الوطني في مواجهة التهديدات الخارجية ، وليس منطقيا أن ننساق الى المحاولات الأمريكية الرامية إلى فصل الحشد عن بقية القوات وجعله هدفا لهجمات متكررة لأن ذلك يضع العراق في دوامة صراع لا يكون لنا فيه مصلحة حقيقية وبالتالي لابد من وضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حماية البلد ومنع تقسيم العراقيين لكي لا يستغل أحد ذلك كذريعة للإستمرار في ضرب أهداف في العراق وبمبررات عدة وهي في النهاية غير مقبولة .

إستدعاء السفير الامريكي لدى بغداد وتقوية الدفاعات الجوية والعمل مع الحلفاء في المنطقة لتمتين الجبهة الداخلية والتنسيق المتواصل بين مؤسسات الأمن والدفاع والحشد للرد بطرق مختلفة ووقف ذلك الإستهداف السيء وغير المقبول من الكيان الصهيوني الذي يدق طبول الحرب .