23 ديسمبر، 2024 7:47 ص

إسراء عبد العالي ، امتداد للروائيات العراقيات = دراسة مقارنة / 1

إسراء عبد العالي ، امتداد للروائيات العراقيات = دراسة مقارنة / 1

صـدرت للـروائـيـة الـعـراقـيـة ( أسـراء عـبـد الـعـالـي ) روايـتـهـا الأولـى والـمـوسـومـة ( أنـغـام الـشـيـطـان ) مـن مـؤسـسـة الـبـلاغ فـي لـبـنـان ، بـحــلــّة تـقـاربـت مـن حـيـث الـشـكـل ، مـحتـوى ومـضـمـون جـوهـر الـروايـة نـفـسـهـا .
 فـالـروايـة الـمـكـونـة مـن ( 414 صـفـحـة  ) مـن حـجـم الـوسـط  ، وبـغـلاف سـمـيـك ورصـيـن ، وتـصـمـيـم مـتـقـن ، ولـه دلالات روحـانـيـة ، يـوحـي إلـى الـقـارئ أجـواء ومـسـاحـات مـن الإيـمـان الـمـطـلـق ، والـصَـلاة الـسـامـيـة ، والـصِـلات الإنـسـانـيـة والـفـلـسـفــيـة  .
وعـنـد الـولـوج فـي أغـوار الـروايـة ، مـن حـواف شـواطـئـهـا ، وغـيـاهـبـهـا ، وأشـواكـهـا ، وعـنـبـرهـا ، سـتجـد فـي هـذه الـفـهـارس والـمـسـمـيـات ، طـعـم عـراقـي جـديـد . مـمـزوج بـعـبـق  الـمـاضـي ، ونـكـهـة الـحـداثـة . تـرادفـهـمـا ( الـحـشـمـة والـعـفـاف ) الـذي يتـصـاهـر عـادة ً مـع الأدب الـنـسـوي فـي بـلاد الـشـرق .
 ومـع سـلاسـة الـعـبـارات ، وخـفـة الـمـفـردات ، ونـعـومـة الـجـمـل ، وكـيـاسـة الـحـوارات الـتـي صـاغـتـهـا بـتـأن ٍ شـديـد ،  وحـذر ٍ تجـاوز المـألـوف ، بـيـد أن الـروائـيـة ( الـمـبـدعـة ) أسـراء عـبـد الـعـالـي ، استـطـاعـت أن تـصـل إلـى وجـدان الـقـارئ الـحـاذق ، وحتـى الـهـاوي ، والـمـبـتـدأ ، ومـن ثـم الـنـاقـد الـمتـخـصـص . بـأن مـا تـخـتـزلـه مـن ذكـريـات ، ومـا تـتـمـتـع بـه مـن مـوهـبـة عـالـيـة ، وإمـكـانـيـات كـبـيـرة ، وتـراكـم هـائـل مـن الـمـوروث الأدبـي الـثـر ، مـكــّـنـهـا مـن أن تـكـون واحـدة مـن أبـدع وأروع الـروائـيـات الـعـراقـيـات والـعـربـيـات خـلال الـسـتـيـن سـنـة الـمـنـصـرمـة .
فـلـقـد استـطـاعـت الـكـاتـبة أن تـســتـلـهـم تـجـارب مـن سـبـقـنـهـا مـن الـنـسـاء فـي مـضـمـار الـروايـة  ، والـقـصـة الـطـويـلـة  مـن الـكـاتـبـات والأديـبـات  ، لـتـؤسـس لـهـا وحـدهـا  ، هـيـكـلا ً مـعـمـاريـا ً مـتـمـيـزا ً ، مـن بـيـن صـروح الإبـداع الـنـائـي والـمـعـاصـر .
ومـن الـثـوابـت والـبـديـهـيـات بـأن أي مـوهـوب ، لابـد أن تـكـون تـجـربتـه الإبـداعـيـة ، هـي مـن صـلـب نـتـاج الـمـوروث الإنـسـانـي وامتـدادا َ لـه ، فـأن الـروائـيـة مـوضـع الـبـحـث سيـكـتـشف الـقـارئ الـمـتـابـع بـان لـهـا ( تـفـرد ) فـي جـانـب الـسـرد الـقـصـصـي . ولـهـا قـدرة غـيـر عـاديـة فـي تـصـعـيـد الـحـوارات واشـتـدادهـا  ، ومـن ثـم لـجـمـهـا حـيـثـمـا تـريـد ، ولـكـنـهـا تـبـقـى جـزءا ً لا يـتـجـزأ ، وحـلـقـة ً لا تـنـفـصـل عـن هـذا الـمـوروث  الإبـداعـي .
 والـذي قـرأ ( لـبـنـت الـهـدى ) مـجـامـيـعـهـا الـرائـعـة ،  وعـالـيـة مـمـدوح ( لـيـلـى والـذئـب )   ومـيـسـلـون هـادي ( الـعـالـم نـاقـص واحـدا ً )   ولـطـيـفـة الـدلـيـمـي ( مـن يـرث الـفـردوس )   وحـربـيـة مـحـمـد ( مـن الـجـانـي ) وسمـيـرة الـمـانـع  ( الـسـابـقـون اللاحـقـون ) ومـائـدة الـربـيـعـي ( جـنـة الـحـب )  وسـمـيـرة الـدراجـي (أشـواك فـي الـطـريـق )  ونـاصـرة الـسـعـدون ( ذاكـرة الـمـدارات )  وابتـسـام عـبـد الله ( مـمـر إلـى اللـيـل )   وغـيـرهـن مـن الـكـاتـبـات والـروائيـات الـعـراقـيـات ، سـيـجـد ذات الـنـكـهـة الـعـراقـيـة الـمـمـزوجـة مـع ( كـوب الـشـاي الـعـراقـي ) مـتـشـابـكـة ومـلتـويـة فـي تـلابـيـب إسـراء عـبـد الـعـالـي مـع  تـلـكـم الـمـبـدعـات  ، ولـكـنـي قـد لا أجـانـب الـصـواب إن قـلـت إنـهـا قـد فـاقـت أكـثـرهـن تـفـوقـا ً وبـامـتـيـاز .
ومـن يـخـتـلف مـعـي فـيـمـا قـلـت ، فـعـلـيـه أن يـقـرأ روايـة ( أنـغـام الـشـيـطـان )
وللـحـديـث صـلـة فـي الـحـلـقـات الـقـادمـة .