22 ديسمبر، 2024 10:36 م

إستهلاك الطاقات الوطنية!!

إستهلاك الطاقات الوطنية!!

أنظمة الحكم في دول الأمة , منهج حكمها أنها تبدد طاقات الشعوب المتسلطة عليها , وذلك بالإجتهاد في إبداع الملهيات اللازمة لإشغالها بهموم يومية قاهرة , تمنعها من التأمل والتفكر بحقوقها وما تقوم به الكراسي من مفاسد وإستحواذ على الثروات الوطنية.

فالشعب مشغول ببعضه , وبئن من القوانين القاضية بالقبض على مصيره , وتحجيم دوره , وتحويله إلى موجود بلا قيمة أو معنى.

فالشعوب أرقام في عيون الحكام!!

ووفقا لهذا المنطلق الأثيم , يتحقق إنهاك الشعوب وتفريغها من طاقاتها الإيجابية , وتأجيج الطاقات السلبية فيها , اللازمة لتأمين الإنشغال والتفاعل التصارعي بين أبناء الوطن الواحد.

ومن أفظع أساليب الإلهاء والإستهتار بالوجود الإنساني للشعوب , إستعمال الدين كوسيلة للتدمير الذاتي والموضوعي , والعمل بموجب معطيات الطائفية والمذهبية المقيتة , وإيهام الناس بأن الصراع ديني ومن ضرورات التقرب إلى الرب المعبود , وفي جوهره صراع سياسي , وتقاتل على الكراسي والمناصب والأطماع , والقدرة على الإستحواذ الأكبر.

لا يوجد صراع ديني بين أبناء الشعب الواحد , بل يتم توريط الدين كقناع لتمرير نوازع وتطلعات النفس الأمارة بالسوء الفاعلة في الذين دينهم هواهم.

وهكذا صارت التحزبات ذات طابع ديني , والنشاطات القائمة في المجتمع ذات توجهات مذهبية , وآليات تبعية وتقليد للذين يطمعون في البلاد والعباد , ويضعون مصالحهم فوق كل شيئ.

ويبقى المسخَرون لتمرير أجندات الطامعين  , يتحركون على إيقاع أوهامهم , وتصوراتهم التضليلية , كالمنومين السكارى بالبهتان لحد الثمالة والغثيان.

فمتى سيستيقظ أبناء الوطن المُبتلى بالمأجورين , والمنفذين لأوامر الآخرين؟

“تنبهوا واستفيقوا أيها العرب … فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

ألفتم الهون حتى صار عندكم…طبعا وبعض طباع المرء مكتسب

وما دماؤكم أغلى إذا سفكت…من ماء وجهٍ لهم في الفحش ينسكبُ”!!