يرى متابعون للشأن الأمني أن إغتيال العقيد نبراس فرمان الفيلي، معاون مدير المراقبة في جهاز المخابرات ، بمنطقة البلديات شرقي بغداد يوم الاثنين السابع من حزران 2021 وعلى يد مسلحين ، هو إستهدف خطير من قبل جماعات مسلحة ، لأهم مفصل حيوي ومهم للغاية في جهاز المخابرات العراقي ، يعنى بشؤون المراقبة، بل ويمثل أقسى ضربة تلقاها الجهاز لأحد كوادره وأنشطته المهمة حتى الآن.
ويشير متابعون للشأن ألامني أن الإستهداف بهذه الطريقة يعني في مجمل ما يعنيه أن الرجل كان في صدارة من يتابعون أهدافا مهمة داخل العراق، لها شأن كبير في الوضع السياسي، قد يخص الجماعة نفسها ، وهي جهة الإستهداف المفترض، وارادت تصفيته لإرسال رسالة مهمة جدا مفادها أن من يصل الى كوادرها أو يخطط لاستهدافها عبر مراقبة أنشطتها ، لابد وان يدخل في دائرة الإستهداف، حتى تمكنت من التخلص منه بطريقة ، لاتخلو من غرابة، عبر مراقبة لتحركاته والطرق التي يسلكها ، وكان لها ما أرادت.
كما يؤكد مراقبون أن إختيار رتبة عسكرية وموقعا مرموقا يتصل بعمل المراقبة في جهاز المخابرات، يعني أن تلك الجهة لها أذرع مناظرة تراقب المشهد وتصل اليها المعلومات اولا بأول، من داخل الجهاز ، وقد كشفت عن عمليات متابعة لها كأهداف محتملة وأرادت إيصال رسالة إستباقية بأنها هي من تمنع أي إستهداف لها ، وهي تمتلك من الأذرع والمواقع ما يحميها من أية مساءلة وقد يصعب كشفها ، كونه مدربة ولها خبرات في المراقبة هي الأخرى.
ويؤكد متابعون للشأن الأمني أن بيان جهاز المخابرات الذي نعى الضابط نبراس الفيلي ، وهو شخصية كردية، عقب اغتياله ، يؤكد أهمية الشخصية التي جرى إستهدافها ، كما أن نوع التشييع يثبت أن تلك الشخصية لها موقع مرموق في جهاز المخابرات ، وربما يمتلك الجهاز معلومات عن الجهة التي إستهدفت أحد منتسبيها الكبار، أو هكذا يفترض أن يكون، ومن البديهي أن يتم تكثيف الجهد الإستخباري للوصول الى الجهة الفاعلة والتعامل معها بالطريقة التي يراها جهاز المخابرات تتفق مع مايتخذه من إجراءات ردع متقابلة، تتناسب وحجم الجريمة، حيث يكون موقع الإستهداف وسيارة البيكب التي إستخدمت لإغتياله أحد مؤشرات كشف أحداث الجريمة ، ومسرحا للمتابعة الأمنية لخيوط الحادث.