23 ديسمبر، 2024 6:49 ص

إستنتاج قد يصل إليه بعضُنا مُتأخراً

إستنتاج قد يصل إليه بعضُنا مُتأخراً

إنّ القناعات التي تلفّ عقول الكثير من شرائح المجتمع ونظرتهم لرجل الدين أو رجل السياسة أو الحزب أو الطائفة أو المذهب أو الاوضاع الاجتماعية السائدة أو تقييمهم للمواقف السياسية المعينة التي ينتهجها بعض السياسيين قد تكون في معظمها غير مبنية على التأمل والتدبّر والتفكير السليم وقد لاتكون مبنية على مُعطيات وحقائق سليمة.

لذا علينا توخي الدقة عند النقاش والتحاور مع هذه الشرائح التي لم يكن عددها قليلاً ومعرفة مدى إستعدادهم لتقبّل الحقيقة عند تسليط الضوء عليها بعيداً عن الاهواء والعواطف والتأكد من مدى قبولهم أيضاً في اللجوء الى تحكيم العقل والرضوخ الى حُكمه والانصياع الى رأيه خصوصاً أن بعضهم لم يعي الامور إبتداءاً.

وإن كثيراً من النقاشات تكون عقيمة وعديمة الجدوى لافتقار أحد الاطراف أو كليهما الى موضوعية النقاش والهدف المنشود له والغاية منه.

وعندما تكون قناعاتنا مبنية على أسس علمية وثوابت منطقية وأفكار بديهية ونظرة عُقلائية سليمة حينها سنتطلع الى الحقيقة ونتقبلها مهما تعارضت مع وجهات النظر التي كانت مستوطنة في عقولنا وكامنة في أذهاننا ومُتجذرة فيه لفترات قد تكون طويلة.

أما إذا كانت تلك القناعات سطحية ويتشبث صاحبها بها فيكون مآلها التزمّت عند التحاور معه والابتعاد عن روح الحقيقة أكثر والوصول الى طريق مُغلق مهما كان شعاع الحقيقة وهّاجّاً أمام عينيه لهذا فانه لاطائل من النقاش والتحاور معه لأن الاوهام في نظره هي الحقيقة.

وإذا تناولنا ما يجري في العراق نرى أنه من الحماقة أن ينكر أحدنا الحقائق وهي ماثلة أمامنا.

لقد تسلطت على الشعب العراقي وخلال فترة ليست بالقصيرة مجموعة من الاحزاب بمختلف توجهاتها السياسية وعاثت في أرض الرافدين خراباً وفساداً وأضاعت مستقبل أجياله وأساءت الى سمعته بين الدول.

وانقسم أبناء الشعب وللأسف الى مجاميع فمنهم مَن إرتضى فساد هذه الاحزاب وارتمى في أحضانها ليكون جزءاً منها وبوقاً لها.

ومنهم مَن رفض تلك الاحزاب التي إنحرفت عن مسيرة أهدافها السابقة رفضاً قاطعاً ومنهم مَن إكتفى بالاشارة والتنبيه الى عواقب تسلط هذه الاحزاب وأزلامها الذين جعلوا من تلك الاحزاب ركيزةً لهم لتمرير مآربهم وتحقيق مصالحهم.

بينما تبقى الخطورة الأكبر تكمن في تصرف البعض من أفراد المجتمع وموقفهم المُحابي والذي يثير الاستغراب والإشمئزاز عندما يُجانبون الحقيقة ويرفعون عقيرتهم للوقوف بوجه كلّ مَن يشير الى أخطاء تلك الاحزاب او الى تهاون وتقصير المسؤولين رغم تعارض تصرفاتهم مع الحقيقة الساطعة.

ماهر سامر