18 ديسمبر، 2024 9:01 م

إستقدام الانفصاليّ الناهب المُهرّب برزاني

إستقدام الانفصاليّ الناهب المُهرّب برزاني

إستقدام الانفصاليّ الناهب المُهرّب الخائِن السَّبعينيّ “ برزاني”، على طريقة جَلب انفصالِيي إقليم كتالونيا الإسباني. وُلِدَ السَّبعينيّ عبدالله أُوجلان في 4 نيسان 1948م في قرية عُمرلي بمِنطقة أورفة جَنوب شَرقيّ تركيا على الحدود السُّوريَّة. وكما تأسَّس تنظيم داعش في بلاد الشّام، أسَّس أُوجلان عام 1978م حزب العُمّال الكُردي (PKK). عام 1980م عبر إلى سهل البقاع اللّبناني، الذي كان يخضع للسَّيطرة السُّوريَّة. أقام أُوجلان مُعسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سَهل البقاع وبدأ حزبه عام 1984م القيام بعمليّات عسكريَّة في تركيا والعراق والجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، لإنشاء وَطن قوميّ للكُرد. وفي تشرين الأوَّل 1988م أغلقَ “ الأسد الأبُ وجورج بوش الأبُ”، مُعسكراته الإرهابيَّة، إذ دُول بينها أميركا والاتحاد الأُوروبي وتركيا وأستراليا وإيران وسوريا، ومُنظمات عديدَة اعتبرَت حزبه إرهابيا. صديقة اُوجلان مُمثلة حزب (PKK) في أُورُبا سُكينة كانسيز، اُغتيلَت في باريس في عهد رئيسِها هولند. أفاد البروفيسور «حسن إشغوزار» مِن جامعة أنقرة، الذي كان إبان عمليَّة اختطاف اُوجلان في كينيا مُنتصَف شباط 1999م في عهدِ رئيسِها الرّاحِل عرب موي (موي باللُّغة الهولنديَّة= جميل!)، إشغوزار كان يشغل منصب مُستشار وزارة المُواصلات التركيَّة، أفادَ بفيضٍ مِن التفصيل قائلا: “الأمر بدأ بقدوم مسؤولين مِن جهاز الاستخبارات التركيَّة وإبلاغي بحاجتهم لي في توفير عدَد مِنَ الوثائق اللّازمة لطائرة ستغادر تركيا للقبض على أُوجلان واقتيادِه إلى تركيا. وصلت إلى الاستخبارات معلومات تفيد بتأجير اليونان طائرة لنقل أُوجلان مِن كينيا التي كان مُتوارياً فيها إلى هولندا، وبَدأ تجهيز طائرة مِن ذات الطّراز، لها نفس اللَّون ومُواصفات الطّائِرة المُستأجرة لأُوجلان، لاستخدامها في خطفه ونقله إلى تركيا. لم نجد في تركيا طائرة تحمل المُواصفات المطلوبة إلّا لدى رَجُل أعمال تركي واحد، وتمَّ التفاهم معه واستئجارها مِنه، دونَ إبلاغه بأيّ معلومات عن العمليَّة. وبعد إتمام كافة الإجراءات اللّازمة وتغيير معالم الطّائرة، وجعلَها مُطابقة لنظيرتها الهولنديَّة، غادرت تركيا وعلى مَتنها طيّاران وأشخاص مِن المُخابرات التركيَّة لا يزيد عدَدهم على أصابع اليد الواحِدَة. وتمَّ إبلاغ الطَّيارين بأنَّ وجهة الطّائرة ستكون مصر ثمَّ أوغندا، وتمَّ إرسال بيانات الرّكاب إلى الإدارة العامَّة للطيران المدني، لكنها كانت مزيفة وتؤكد أنهم تجار موز. أقلعنا مِن مَطار أُوغندا، بعد وصول معلومات مُؤكّدَة عن مُغادرة الطّائرة الحقيقيَّة هولندا. وهبطت طائرتنا في مَطار كينيا قبل وصول الطّائرَة الهولنديَّة بساعتين تماما. أُوجلان كانَ يلجَأ إلى سفارة اليونان في كينيا، التي تحرَّكَ مِنها إلى المطار في مَوكب مِن 4 سيّارات، أوَّلُها تقلّ عناصرَ مِن الشَّرَطة الكينيَّة، والثانية فريق حِماية تابع للسّفارة اليونانيَّة، والثالثة تقلّ أُوجلان والرّابعة عناصر مِن مُنظَّمَتِه. الأمرُ صار في إطار طبيعيّ وتلقائي للغاية، حيث دخلت سيّارَة أُوجلان قبل بقيَّة السيّارات، وكان هو في غاية الرّاحة والاطمِئنان، وفي صورَة أنيقة يرتدي بدلَة رَسميَّة ورَبطةَ عُنق. في غضون 60 ثانية، فُتح باب الطّائِرة وأُلقيَ القبض على أُوجلان حال دخوله، وسرعان ما أُغلِق الباب، ثم غادرت الطّائِرة فوراً قبل وصول سيّارات مُرافقي اُوجلان. المخاطر التي تعرَّضت لها الطّائِرة لَدى دخولها المجال الجَّوي لجزيرَة قبرص، نظراً لالتزام كُلّ طائِرَة بالقواعِد الدّوليَّة المُتبعة في مِثل هذه الحالات. انَّ المسؤولين القبارصة طلبوا إرسال رَمز ذيل الطّائِرة وتمَّ إخطارهم به، لكنهم لم يصلوا إلى بيانات توَثق هذه الطّائِرة، وتمَّت مُماطلتهم وإبلاغهم ببيانات خاطِئة والتذرّع بعدم إتقان اللُّغة الإنجليزيَّة، حتى مرَّت 18 دقيقة دخلنا إثرَها المجال الجَّوي التركي. واُقتيد اُوجلان إلى قاعدة عسكريَّة تركيَّة في مِنطقة باندرما شَمال غربيّ تركيا في اليوم التالي.

اليسار الفاشِل استنكرَ حقّ تركيا حِماية أمنِها ودعمَ اليسار العِراقي برزاني الأب والابن، ومَثلَ أُوجلان أمام القضاء والحُكم عليه بالإعدام بتهمة “الخيانة العُظمى”، قبل تخفيف الحُكم عليه إلى الحبس المُؤبَّد إثر إلغاء عُقوبة الإعدام في تركيا عمَلاً بقوانين توأمة التشريعات مع الاتحاد الأُورُبي. ويمضي أُوجلان الآن حبسه في جَزيرَة إمرالي في بحر مرمَرَة.