18 ديسمبر، 2024 6:52 م

إستفزاز جديد لدحر الحق

إستفزاز جديد لدحر الحق

في استفزاز جديد متعمد لمشاعر الناس خصوصا المسلمين في العالم، أعلن النائب الهولندي (كيرت فيلدرز) أنه يعتزم تنظيم مسابقة رسوم تصور النبي محمد معيداً حادثة الدانمارك التي حدثت قبل 10 سنوات حيث تمت الأساءة فيها للنبي محمد الذي إعتبر من أفضل 100 شخصية متميزة بآلصلاح و العبقرية في العالم، هذا الأستفزار الجديد هو آلآخر مشروع اضطر إلى إلغائه قبل عام إثر تظاهرات وتهديدات بالقتل, ودعا (فيلدرز) المعروف بمواقفه المعادية للإسلام، متابعيه على تويتر؛ (إرسال رسوم كاريكاتورية) عن آلنبي محمد(ص)، حيث يرغب النائب الهولندي تنظيم المسابقة في (مقر البرلمان الهولندي في لاهاي بهولندا)، متذرعاً بحق وحرية التعبير التي نفسها تمنع التجاوز على عقائد الآخرين.

حرية التعبير في الغرب في مجملها انتقائية بمعنى أن أيّ حديث مثلاً عن المحرقة اليهودية هو أمر مرفوض, ويعدّ من الخطوط الحمراء، وما زلنا نتذكر مدى الهجوم الشديد الذي تعرض له الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الذي تحدث عن المحرقة بأسلوب علميّ تاريخيّ، كما أن مسألة معاداة الساميّة مثلاً تعد من الثوابت التي لا تجرؤ صحافة الغرب حتى على الإشارة لها. ومع ذلك فإن السخرية من الأديان والرسل عليهم السلام مراراً وتكراراً اعتبرت في الغرب حرية تعبير.

والسؤال ما هو الهدف من هذا التناقض أ هو مقصود أم غير ذلك؟‏
الإمبرياليون الذين يتعللون بـ(حرية التعبير) لتمكين المسيئين للإسلام من الإفلات من أيّة مساءلة؛ منافقون بإمتياز و بمقياس الاستنفار الذي يسارعون إليه حين يتعلق الأمر بمجرد إثارة الشك، بأرقام أسطورة الهولوكوست, والإسلامويون الذين يغفرون للإمبرياليين إساءاتهم حتى للإسلام، إنما يتعكزون على الإسلام الجريح نفسه للبقاء في الحكم، أو لبلوغه., ومن التدقيق في شراكة النفاق هذه بين التابع الإسلاموي والمتبوع الإمبريالي، نتبين الغاية الجلل التي يطمع الإمبرياليون في تحقيقها من إرساء محددات اشتباك مستجدة في الوطن العربي على هذا النحو، الذي تتبدل معه التناقضات بالتزييف.

إن اعتبار الانتهاكات لحرمات الإسلام والمسلمين كما لأية ديانة أخرى من قبيل تنظيم مسابقة رسوم كاريكاتورية للنبي محمد(ص)، على أنها ضرب من ضروب ممارسة حرية التعبير؛ لهو بمثابة إضفاء الغطاء القانوني والحقوقي عليها و تجاوز على مشاعر ملياري مسلم.

و الحقيقة إن ظهو مثل هذا المشروع في هذا الوقت الذي تعرض له أمة الأسلام لنكسة كبيرة بشهادة قاهري الدواعش(المهندس وسليماني)؛ يأتي للتغطية على تلك الجريمة العالمية من قبل أمريكا ودواعشها ضد إرادة الخير لتوجيه الأنظار إلى إتجاه آخر للتقليل من شأنها وآلتخفيف من الضغوط الشعبية التي تتعرض لها أمريكا و الغرب – لا شعوبها – الأسيرة بسبب الأعلام الموجه الخبيث.

من الجهة الأخرى:
لا أدري ما سرّ أسرار مأستاتنا وكل هذا النكوص و الهزائم و الفقر بيننا ونحن من أغنى دول العالم؛ هل بسبب سوء أدب و تربية و وعي المثقفين و الكُتّاب في بلادنا و الذين ما كتبوا مقالا أو بياناً أو تحليلاً؛ إلا وناقضوه بعد يوم أو يومين وأحيانا ساعات, لفقدان الفكر والوعي الحقيقي, ولتنمر روح (ألأنا) و(حب الذات) و (الشهوة) في وجودهم والتي أفقدتهم (بصيرتهم)؟ بحيث وصل الأمر ؛ إلى أنّ المشرفين على المواقع و المراكز الإعلامية و الفضائيات أنْ برهنوا بأنهم غير مثقفين والكُتّاب, ناهيك عن السياسيين وأحزابهم؛ ألذين ليس فقط لا ينشرون قضايا الفكر الإنساني ناهيك عن (الكوني)؛ بل و يعادون الفكر و المفكرين لعدم دركهم لأهميتهم ودورهم؛ بل يرتاحون بآلمقابل لنشر تلك التحليلات و المقالات السندويجية ألسطحية من قبيل(قام فلان و جلس فلان وإلتقى فلان و سبب فلان وصرّح علان…) والنتيجة سرعان ما يثبت الواقع خلافها فيما بعد, ولذلك تعمق الجهل في آلشعوب حتى وصل لأن يكونوا أدوات تُشرى ذممهم ببضع دولارات للأسف بسبب الجمود الفكريّ في مُدّعي ألدّين ناهيك عن العقائد الحزبية الأخرى.

محنتنا كبيرة, و السّبب هو(ألأنّيّة المُسيطرة) و (الدِّين القشري), و الحل:
هو درك و هضم ووعي مبادئ الفلسفة الكونيّة, والله خير ناصر و معين.