23 ديسمبر، 2024 1:06 م

إستفتاء الحائري .. توقيت إيراني . طائفي الخطاب

إستفتاء الحائري .. توقيت إيراني . طائفي الخطاب

في خطوة تعتبر مدروسة التوقيت  جيدا ً ومخطط لها بإمعان وتوافق مع احداث ما يجري الأن في الساحة الأقليمية ومنها بالخصوص احداث سوريا وما ستؤول الأمور عليه فيما لو سقط نظام بشار الأسد الحليف الإستراتيجي لإيران الذي يعتبر لها في هذا الوقت العصيب بمثابة قطب الرحى  خاصة وان ايران قد فقدت الأمل بروسيا الدولة العظمى الند القوي للولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الشأن الإيراني كون روسيا تخلت عن ايران بسبب الضغط الدولي اضافة الى حصولها على ضمانات اقتصادية ومعونات امريكية _ اوربية في سبيل ترك الشأن الإيراني لما له  من خصوصية ترتبط بالأمن والسلم العالميين  اللذان تتبجح بهما دول مجلس الأمن والدول الصناعية الثمان وكذلك ما اتفق عليه الحلفان الناتو ووارسو بخصوص ايران ورفض الحلفين القاطع في ان يكون لإيران تواجد نووي بين الكبار  وهذا مادعى الى  اجماع الأسرة الدولية ومنها روسيا  على قرار ادانة ايران في كل مشاريعها السياسية سواء في سوريا او لبنان و علاقتها بحزب الله و حتى في العراق  وما ترتب عليها من  مشاريعها الفنية فيما يخص ترسانتها النووية وتخصيب اليورانيوم .. وهاهو موقف روسيا يتجدد مع قضية سوريا وحيادية الصين المعهودة المتوقفة على تقرير مصير تجارتها مع الولايات المتحدة  لتكتفي فقط بخروج الناطق الرسمي لحكومتها بِحَث المسؤولين السوريين على عدم اراقة الدم السوري والحفاظ على حياة المواطنين وعند قرارات مجلس الأمن الحاسمة ستنزوي في ركن امريكا الهادىء وتتخلى عن سوريا كما هي روسيا ويكون موقف ايران اصعب بكثير من موقف سوريا على اعتبار ان ايران تجد في سوريا ونظامها ملاذها الآمن لكبريات مشاريعها  لموقعها الإستراتيجي المعروف ليكون بكل هذا على ايران ان تتخذ جميع الإحتياطات وتسلك جميع الطرق التي تؤدي الى  ترسيخ عدة افكار سياسية او عقائدية اوثقافية واقتصادية في اذهان عامة الناس في شعوب المنطقة المحيطة بها وعلى رأس هذه الشعوب هو الشعب العراقي وتحديدا ً في وسطه وجنوبه لخصوصيته الشيعية دون حتى الإهتمام بالمنطقة التي تسمى الغربية التي يقطنها السُنة لتصور من خلال هذه الأفكار ان الخطر قادم من السُنة يا شيعة المنطقة الوسطى والجنوبية وما سعت له ايران بهذا الشأن هو حشر الفكر العقائدي في اساس العملية السياسية التي تسعى ايران الى فرضها لأعتقاد ايران التام ان ابناء الوسط والجنوب الشيعة يتأثرون بعقائد مذهبهم بقوة خاصة اذا جائت من اطراف مرجعيات دينية يرجعون لها بمسألة التقليد
فبالأمس كانت التصريحات النارية للنائب بيان جبر صولاغ القيادي بمجلس اللإسلامي الأعلى بقيادة عمار الحكيم وانه سيقاتل على اسوار بغداد  وبعدها القيادي في ذات المجلس الشيخ جلال الدين الصغير وما اشار له من تصريحات من ان الإمام المهدي سيقاتل اكراد العراق  وفي اشارة واضحة الى ان الخطر القادم هو من السُنة تحديدا ً وبدعم وتمويل سعودي وقطري وايضا تركي
ليزيدوا  نواب  ائتلاف الوطني العراقي المعروف بولائه المطلق لإيران  الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم وتيار ابراهيم الجعفري والتيار الصدري وحزب الفضيلة وغيرهم من انضوى تحت عباءة هذا الإئتلاف  الطين بله بجملة من التصريحات الأعلامية والخطب المنبرية من ان السعودية وقطر تعمدان  الى شراء السلاح  من وسط وجنوب العراق بأثمان باهضة تفوق بإضعاف قيمة السعر المتعارف لشراء  قطعة السلاح الواحدة
ليكون كل ماتقدم ذكره من خطوات هي بمثابة مقدمات لمشروع ايراني جديد تتبناه هي ويطرحه مرجع ديني يعتقد بولاية الفقيه ويرجع الى علي الخامنئي وله مقلدين في عموم محافظات وسط وجنوب العراق لتضمن نجاح هذا المشروع فتكون فعلا ً قد اسست ورسخت فكرة ان الخطر قادم من سوريا او من الشام كما يحلوا لهم ان يسموها   ليفتك بالشيعة
وخلاصة الفكرة الإيرانية  الجديدة هي ظهور اليماني وهذا يتحقق من خلال أقدام المرجع الديني السيد الحائري القاطن في ايران على اصدار فتوى مفادها ((حرمة بيع السلاح في محافظات وسط وجنوب  العراق الى جهات مجهولة )) في هذه الفترة التي تزامنت معها احداث سوريا .. والمعروف في الروايات ان خروج اليماني يكون متزامنا ً  مع خروج او تواجد الخراساني .. وحقيقة امر ايران انهم يعتقدون لغاية اللحظة ان الخراساني هو السيد علي الخامنائي كون الإيرانيين ويكررون ما وجدوه في الروايات التي تشير لظهور الحجة عليه السلام واصحابه الخُلص ومنهم اليماني والخراساني وايضا هم يعتقدون ان الظهور قريب جدا وانه في ايام حكم علي الخامنائي فتراهم  يثقفون لعلي الخامنئي بأنه قائد إيران الذي يكون في زمن ظهور المهدي عليه السلام وانه من ذرية سبطي الرسول الحسن والحسين  عليهما السلام ولقبه  هاشمي الخراساني وعلى انه  صبيح الوجه في خده الأيمن خال أو في يده اليمنى خال ..
ومادامت  الروايات  تقول خروج اليماني يكون مع خروج الخراساني او في زمن وانه  فقيها ً ومتصدي للفتوى و يصدر فتوى يحرم بموجبها  بيع السلاح فعلى هذا الأساس يكون السيد الحائري هو اليماني لتكون فتوى الحائري بحرمة بيع السلاح في وسط وجنوب العراق واقع حال مؤكد لايقبل الشك فيه او النقاش
مع ان الروايات تقول اليماني أنه رجل من ملوك اليمن وان اسمه حسن أو حسين، وانه من ذرية زيد بن علي (عليه السلام) وانه من الموالين لعلي (عليه السلام)، وانه يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعه، وانه يخرج مع الخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وان رايته أهدى الرايات لانه يدعو إلى الحق، أو لانه يدعو الى صاحب الامر، ولابد للمسلمين ان يلتحقوا به وينهضوا معه ولا يحل ان يلتووا عنه لانه يدعو الى الحق والى الصراط المستقيم، وان خروجه من المحتوم. هذه أهم ما ذكر في الروايات عن اليماني.
والمتابع للشأن العراقي يجد ان قضية استفتاء السيد الحائري وخروجه للعلن في هذا الوقت سبقه انتشار غير مسبوق لصور علي الخامنائي في شوارع محافظات وسط وجنوب العراق وبعلم وموافقة الحكومة العراقية حتى انها سمحت لسائقي سياراتها الحكومية ان تتصدر هذه الصور زجاج نوافذها الأمامية والخلفية والجانبية وكأنه يرشح لرئاسة الحكومة العراقية وبدعاية اعلامية عراقية رسمية مجانية وفي مراجعة بسيطة لكلام الحائري في الإستفتاء سنجد ان الحائري لم يسمي الجهات  التي اخذت على عاتقها شراء السلاح واكتفى بالقول ((لا يجوز بيع السلاح   ))((  من فعل ذلك فقد ارتكب أثماً كبيراً(( لاننا نرى ان واجبه يقف لحد الأفتاء بهذا الكلام .
اما ماذهب اليه  نواب الائتلاف الوطني العراقي ومنهم على سبيل المثال  التيار الصدري من تصريحات  بذات الإطار الذي حذر منه الحائري ليسموا صراحة  ان هذه الجهات هي السعودية وقطر وبالإشتراك مع الجارة تركيا فهاهو النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عدي عواد حذر من مخطط سعودي قطري لشراء السلاح من مناطق وسط وجنوب العراق بمبالغ مالية تفوق قيمته الحقيقية بهدف تأجيج «الفتنة الطائفية»، وفي حين وصف ذلك المخطط بـالخطير معتبرا ً انه تهديداً لمكون كبير في البلاد  وشاطره في ذات التصريح الكثير من نواب الأئتلاف الوطني العراقي ومنهم عضو اللجنة الأمنية في البرلمان حاكم الزاملي ناطقا ً رسميا ً عن رئيس اللجنة الأمنية النائب حسن السنيد القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي
والسؤال الذي يطرح نفسه في المقام في هذا الوقت العصيب من عمر المنطقة والعراق خصوصا ً وعلى السيد الحائري الإجابة عليه حصرا ً …. ماذا يريد الحائري تحديدا ًمن العراقيين بفتواه الأخيرة هل يريد ان يفهم الشيعة ان عدوهم الرئيسي في هذه الحقبة هم  السنة العرب ولهذا لم تشمل فتواه المنطقة الغربية وكأن الموجودين في المنطقة الغربية ليسوا بمسلمين وليسوا بعراقيين يشتركون مع الشيعة بالقومية والدين وانهم اخوة متحابين تربطهم روابط كثيرة جدا وعلى مر التأريخ  وهذه الحقيقة لايعرفها هو كونه بعيد جدا عن العراق والعراقيين كونه يسكن ايران منذ عقود طويلة ..و هل يريد ان يفرض نفسه عليهم بأنه اليماني الموعود فيقبلوا بفتواه ام يريد ان يفرض عليهم افكار وعقائد وسياسة  ايران  وعلى رأسها الطائفية المقيتة ليكون لها ماتريد وتسعى في المنطقة وكبش الفداء العراق والعراقيين .