لكي تستحوذ على أي بلد سلط عليه الأغبياء من أبنائه , وإلعب به كما تشاء , وانهب ثرواته وهيمن على مصيره , فالأغبياء يندسون في الكرسي ويزدادون غباءً فيه , حتى يتحوّل إلى مختصر حياتهم , التي يلوذون بها عن كل شيطان رجيم.
أغبياء الكراسي عاطفيون منفعلون , تستعبدهم نوازعهم وشكوكهم وظنونهم السوداء , وتدفعهم لتبرير مآثمهم وما يحصل في بلادهم , ويحسبون بقاءهم في الكرسي هو النصر المبين.
ولهذا تجد في بعض دول الأمة , أن القوى المعادية لوجودها , نصبّت فيها أغبى أبنائها , وأوهمتهم بأنهم منارة الأذكياء , وفلتات زمانهم , ومن النوابغ الأصلاء , فانطلقوا في الخراب والدمار , وتأمين أسباب الذل والهوان , حتى تداعت بلدانهم , وتشرَّدت شعوبهم , وعمّ الفساد , والفتك بحقوق الإنسان.
ووراء كل غبي عمائم تبرر سوء الأعمال وتسوِّغ الإهمال , وتجني من وراء ذلك أرباحاً , وقد خبرت المتاجرة بالدين وجمع القطيع والأموال.
فلا يمكن لقوة طامعة في بلد أن تتحالف مع الأذكياء , بل لا بد لها من معشر الأغبياء لتوجههم نحو مآربها , وما يؤكد مصالحها , ويوظف غاياتها لمزيد من الإستحواذ والإغتنام.
والعجيب في طوابير الأغبياء , أن التجار المعممون أقنعوهم بأن البلاد بما فيها وعليها غنيمتهم , ومن حقهم أن يفعلوا بها كما يشاؤون , فلا رادع ولا حرج ما دامت مشاعة.
فأي غباء هذا الذي أحال بلدا ثريا إلى أدقع البلدان وأشدها فقرا وعبثا بمصير الإنسان.
أي غباء هذا الذي بعد سنوات متواصلة , والمواطن بلا مدارس لائقة به , ولا خدمات صحية معاصرة , ولا ماء ولا كهرباء ولا طعام يكفيه , وأموال النفط موزعة بين الكراسي , ومصمَّدة في مصارف الدنيا الأجنبية , التي تستثمرها لصالح مواطنيها , وهي بأسماء وهمية أو أرقام , يتم مصادرتها وقت ما تشاء تلك المصارف , بعد الإجهاز على الذين إستخدموهم لإيداعها , وتعود للمصارف لأنها بأسماء وهمية أو أرقام لا تعرف عائديتها لأحد.
فهل أن بعض دول الأمة تعيش فترات الغباوة والحمق؟
ترى ماذا سيكتب التأريخ عنها؟!!
وما أكثر المتاجرين بالقلم!!