هذا ليس تحذيرا متشائما ، بل كشف لواقع مأساوي قادم ، فالنظم الإجرامية تحركها ديناميكية قهرية لاتستطيع التخلص منها بعد ان يتلبسها الإجرام والمؤامرات وسفك الدماء ، والأخبار حملت لنا مجيء قائد الحرس الثوري الإرهابي الإيراني الى بغداد وإجتماعه مع رئيس الوزراء الكاظمي قبيل زيارت الى واشنطن وتحميله رسالة الى أميركا خلاصتها:
(( اما ان يحرق العراق .. واما ان يتم فك الحصار عن إيران والإعتراف بنفوذها في المنطقة )) !
وطبعا أميركا ومعها محور السعودية – إسرائيل سترفض هذا الإبتزاز الإيراني حتما وعندها ستحرك إيران عصابات الميليشيات من عملائها للقيام بإنقلاب عسكري والسيطرة على السلطة وإشعال الحرائق والحرب الأهلية ، وتعريض العراق الى العقوبات الدولية والحصار وإستكمال فصول الخراب الشامل الذي أسسته إيران منذ عام 2003 !
تخيلوا معي حالة الضعف والهوان والخيانة الوطنية الكبرى حينما يأتي شخص إيراني ويجتمع مع رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة المسؤول عن حماية البلد ويخبره هذا العدو الإيراني بأن العراق رهينة بيد إيران وورقة للمساومة وان إيران ستحرق بلد رئيس الوزراء فوق رؤوس أهله ، وان ميليشياتهم هي الحاكم الفعلي للعراق ، وأنت يارئيس الوزراء عليك إيصال هذا التهديد الى أميركا … وتخيلوا أيضا رئيس الوزراء مطأطي رأسه يصغي بصمت وخشوع لهذا العدو الإيراني ويجيبه (( حاضر سأنقل هذه الرسالة )) فأي سقوط وإنحطاط وعار سياسي وصلنا اليه على يد النظام السياسي التابع لطهران !!!
طوال مدة 17 عاما كانت غالبية الناس تعيش حالة إنكار للواقع المتدحرج صوب الكارثة ، والجميع كان يشاهد البلد يذبح وتنهب ثرواته ، وإيران ماضية في تأسيس عصابات إجرامية لإحكام قبضتها عليه ، وللأسف كانت الروح الوطنية العراقية مابين ضعيفة وغائبة وعجزت عن التصدي للصوص والعملاء والإحتلال الإيراني ، وإنكشفت هشاشة الشعب العراقي وسهولة إختراقه والتلاعب به والهيمنة عليه ، وها نحن ندفع الثمن الباهض ، وسندفع أثمان آخرى قادمة على الطريق !
مرة أخرى ليس من ياب التشاؤم ، لكن هذه هي حقيقة الواقع السياسي ، اللصوص والعملاء وإيران سوف لن يتنازلوا عن مكاسبهم وإستحواذهم على العراق وثرواته ، والقوى الوطنية ضعيفة جدا ، والشعب البسيط خرج محتجا وقُتل ونشاطه غير منظم بشكل فعال ، وليس لديه بدائل تصعيدية يستخدمها للدفاع عن حقوقه ومصير بلده لدرجة ان جماهير المحتجين فشلوا في أبسط إختبار لهم وهو الضغط لإعتقال قتلة الشهيد هشام الهاشمي المعروفين لكاميرات المراقبة وللناس ، فهل نتوقع منهم القدرة على إسقاط دولة الميليشيات الإيرانية .. وعليه العراق على يد إيران وعملائها يسير نحو حتفه ليس نحو المجهول ، بل المعلوم برايات الدم والأحزان والقتل الجماعي … يا الله كم إشتقنا الى شجاعة صدام حسين والجيش العراقي الباسل حينما تصدوا للعدو الإيراني على الحدود ، وتم سحق عملاء إيران في الداخل !