22 ديسمبر، 2024 8:58 م

إستثمار السلطة…تجارة أمريكية رابحة

إستثمار السلطة…تجارة أمريكية رابحة

يقول البعض المتفيقه أن بوسع أمريكا فرض الديمقراطية على بعض الدول بتغريدة من أصغر موظف في البيت الأبيض لو أرادت.

ديمقراطية أمريكا التي رافقت بساطيل جنودها وهم يدخلون بغداد بعد أن أطلق رئيسها في ذلك الوقت جورج بوش بِشارته للعراقيين من على حاملة الطائرات بإعلان النصر وإنتهاء العمليات العسكرية كانت إكذوبة إمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل هو الحجة التي جعلت أمريكا تُجيّش الجيوش وتجتاز الآف الأميال لنهب ما فوق أرض العراق وما تحته، فكما تستثمر بالنفط والمعادن والغاز تقوم بإستثمار مربح لا يقل أرباحاً عن الثروات الطبيعية بل صفقة رابحة دائماً في إستثمار السلطة لتحقيق أحلام الجشع الأمريكي ونهم وإبتلاع الدول، ويقال أن أمريكا أطاحت بأكثر من (50) زعيماً ورئيس دولة بين عامي 1945 – 2018 سوى لإستثمار السلطة وإرضاءً للطمع الأمريكي.

يقول بول بريمر في مذكراته “عندما عقدت أول إجتماع مع قادة العراق الجُدد كنت خائفاً وقلقاً وكنت جالساً على طرف الكرسي وتوقعت أن يلوموني ويسألوني لماذا أوصلتم البلد إلى هذا الحد، وإذا بهم أول ما سألوني أين رواتبنا ومستحقاتنا؟! حينها إتكأت على الكرسي وقلت في نفسي إن هؤلاء لايمثلون شعباً ولا يستحقون أن يمثلوه”، حين كان الشعب العراقي يقرأ ويسمع هذه الحادثة كان يسأل، إذاً لماذا نصّبت أمريكا أولئك لحكم العراق؟.

دائماً ما تستثمر أمريكا في تجارة سلطة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لشعوبها إرضاءً لمصالحها ونزواتها، وهو إسلوب نعترف بتسجيل براءة إختراعه للعم سام.

تتذكرون أيها السادة حكاية الرئيس موراليس أول رئيس في بوليفيا من السكان الأصليين في قارة أمريكا الجنوبية عندما أُطيح به لأنه رفض الأطماع الأمريكية التي تريد إستنزاف بلاده المختزنة أرضها أكبر إحتياطي من الليثيوم في العالم بما يعادل ثلث الكمية من الإحتياط عالمياً، حينها صرخ ترامب قائلاً لقد فعلناها! ضارباً كل العهود والأعراف السياسية والدبلوماسية عرض الحائط.

سياسة الإستثمار الأمريكي في الحكام أو السلطة تجارة مردودها مضاعف فلو فلت الحكام من تلك التجارة لأصبحوا من أكثر خصوم الديمقراطية الأمريكية المشوهة، وخرجوا عن طوعها أو طريقها.

أمريكا تستثمر في حكام مستسلمين خاضعين ينهبون ويسرقون ويكذبون لا يهم مادامت السلطة السائبة تُعلّم السرقة.

المحصلة أن أمريكا تسعى للإستحواذ على الدجاجة التي تبيض ذهباً وليس الحصول على بيض الدجاجة فُرادى، أما شعاراتها التي تتبجّح بها للشعوب من حرية وعدالة وديمقراطية فهي شعارات تتغنّى بها للأطفال عندما يحين موعد نومهم.