18 ديسمبر، 2024 4:06 م

إساءة الأفاعي الصهيونية لروسيا تعبيرعن احقاد متجذرة .. لندسي غراهام انموذجآ !

إساءة الأفاعي الصهيونية لروسيا تعبيرعن احقاد متجذرة .. لندسي غراهام انموذجآ !

في الوقت الذي يعطي فيه الإعلام الإستقلال التام والحرية للمسؤولين في العالم عند التعبير عن الذات وخاصة في اللقاءات السياسية التي تتمحور بإشكاليات الحروب بشكل خاص وقضايا التغيّر المناخي والأوبئة وتأثيرها على الإقتصاد العالمي ,
يخرج علينا السناتور الجمهوري لندسي غراهام بشكل سيء وبمبدأ يعبر عن لاإنسانية السياسة الخارجية الأمريكية وهو يصرح في لقائه مع الرئيس الأوكراني زيلينيسكي من ان الأموال التي صرفت, وهو يقصد التي استثمرت , على اوكرانيا في حربها ضد روسيا كانت هي الأفضل على الإطلاق مما كانت عليه في السابق كونها احدثت خسائر كثيرة بأرواح الجنود الروس .
كان التصريح السيء غير مرتبط بجملة متواصلة واحدة بعد ان تلاعبت به اوكرانيا , وأظهرته ليكون في اعقاب ملاحظات , ولكن رغم ذلك فسرها الجانب الروسي بشكل صحيح ان تصريح غراهام كان ضمنيآ وفي مقام جملة واحدة وبسوء نيّة ضد الإنسان الروسي , لأن جملة غراهام جاءت بعد جملة المحاور ” الروس يموتون .. أفضل نقود صرفناها على الإطلاق ” , أي انه كلامه كان تعقيبآ على عبارة ” الروس يموتون ” ,
ولكن عند تجاوز المعنى الظاهري الذي اشار اليه غراهام ومعاينة التصريح من وجهة نظر تأريخية , فإن استثمار الاموال الأمريكية في الحرب ضد روسيا الآن يختلف عن استثمار اموالها في السابق مع الرايخ الثالث الألماني قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية , وهذا هو مربط الفرس الذي يقصده غراهام .
وبالفعل لما الصهيونية فشلت في تمويل هتلر عندما انقلب عليها وأبادها , ترى الآن ان الإرث التأريخي قد تغيّر وان استثمار الأموال في الوقت الحاضر باتت تجني أكلها مع اوكرانيا بقتل الروس وهي في ذلك تحقق جزء من مناهجها الثأرية ضد روسيا عدا اهدافها الخاصة بحلف الناتو التي تبنتها بالوكالة عنها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد عمد وزير الداخلية الروسي الى إصدار مذكرة قضائية لملاحقة غراهام , يفهم منها ان غراهام تجاوز على حدود ان الإنسان بشكل عام لاتقارن تضحيته في سبيل وطنه بهذه الجملة الرخيصة المتعالية التي تكشف عن خواء غراهام من الإنسانية , مع العلم ان الإنسان انبل من ان يوصف بهذه الجملة وانبل من آلة الحرب نفسها .
وعلى غرار التأويل الصحيح في اللغة , يسمح لنا ان نؤّل ان طبيعة غراهام النفسية ليست بعيدة عن ارتباطها بطبيعة واجواء المدرسة السياسية الأمريكية السادية التي تقف اصلآ ضد مفهوم حركات التحرر في العالم , لذلك فإن رؤية القتلى من البشر الذين يقفون بالضد من افكارها يعتبر شيئآ مألوفآ لدى عموم الشعب الأمريكي ,
وخير مثال حربهم في فيتنام وهم يشاهدون جنودهم , يلعبون كرة القدم برؤوس الضحايا من الجنود الفيتناميين ومن المؤكد ان غراهام شاهد ذلك بأم عينه , وهذا يؤكد ان بناء العقلية السياسية الأمريكية على مبدأ القتل مازالت متحيّزة للمفاهيم التي تأسست عليها منذ ذلك التأريخ وما تحيّزها الى جانب الكيان الصهيوني في قتل الشعب الفلسطيني إلا صورة أصلية ومجسمة لأفعالها التي اغمضت عنها الأمم المتحدة والمحكمة الدولية على حد سواء ولعقود طويلة بلا إدانة أو ملاحقة قضائية .
وممايسمح لنا ايضآ بالتأويل هو ان السناتور غراهام مهما قيل عن اعتداله في السياسة إلا انه يبقى من أمة الرئيس زيلينيسكي , ثعبان يهودي صهيوني , فضلآ عن كونه متشبع بمعايير مساوية لفكرة النازية التي طبعت في ضمائرالصهاينة بشكل عام منذ القمع النازي الى درجة انهم يمارسون جميع الأفكار القمعية النازية على الآخر المخالف لعقيدتهم ,
وكونه ثعبان صهيوني معادي للمسيحية الروسية والمسيحية الأوربية جمعاء عداءً تأريخيآ منذ أن طردوا منها عام 1727 ومن المانيا وبولندا واسبانيا , وارتباط مصلحته مع زيلينيسكي بقصد تعزيز الحالة المعنوية للنازية الأوكرانية الجديدة فقد جاء بهذا التصريح النازي ,
فقد عبّر غراهام بهذا التصريح عن سياسة ومنهج سادي امريكي لم ينفصل عن نزعة صهيونية حاقدة وعن حركة تأريخة تعيد نفسها , ولاشك ان النزعة الحاقدة والسياسة السادية المنبثقتين من التأريخ هما اللتان صنعتا احتلال فلسطين من ناحية , والأزمات والحروب بالعالم ومنها الحرب الروسية – الأوكرانية من ناحية اخرى ,
وتلك هي الصعوبة التي تهدد البشرية , اما ردود الفعل العسكرية من الجانب الروسي لهذا التصريح فلاشك سيكون صادمآ لأوكرانيا والغرب معآ في قادم الأيام .