19 ديسمبر، 2024 8:32 م

القراءة الخلدونية للصف الأول الإبتدائي في مدارس العراق , لأجيال متواكبة من تأليف (ساطع الحصري) (1879 – 1968) , “أبو خلدون”, صفحاتها مناهج تربوية تعلم السلوك الصالح لبناء الوطن.
ولست معنيا بما له وما عليه , وإنما بالأفكار التي وضعها في تلك القراءة بلغة مبسطة ذات معانيٍ عميقة ومؤثرة , وذات مدلولات بعيدة.
ومنها “إزرع ولا تقطع” , وقد رددناها في الصف الأول الإبتدائي , وما زرعنا , بل أمعنا بالقطع!!
فالأفكار التي تضمنتها القراءة تهدف لبناء الإنسان الإيجابي القادر على صناعة القوة والإقتدار , ومنذ الصغر , فالتعلم في الصغر كالنحت في الحجر.
أعود إلى القراءة الخلدونية , وأبحث عن معاني عباراتها وما تكنزه من طاقات معرفية وسلوكية , وما تشير إليه من أمراض عضوية تنخر في بدن الأمة , وما أكثر الرمزية في كلماتها الواضحة الجميلة المحببة للنفوس.
تخيلوا لو أن الأجيال تزرع وتأبى أن تقطع , فكيف ستكون عليه أحوالنا , وثرواتنا وقدراتنا الإنتاجية والإقتصادية , وما تعلمنا أن نزرع , بل تحقق تكريهنا بالزراعة وباللون الأخضر , وساد اللون الأسود في شوارعنا ومدننا , بسبب الحروب العبثية التي محقت شبابنا وحرمتهم من زراعة وجودهم في الحياة , فمعظم الشباب ماتوا هدرا وضاعت طاقاتهم , فكأن زراعة الأرحام عليها أن تقطع , ولا تعطي ثمارها.
ويبدو أن مجتمعاتنا بحاجة للعودة إلى نداء ” إزرع ولا تقطع” , لأنه السبيل الأمثل لتحريرها من التبعية والإعتماد على غيرها لإطعامها.
فهل لدينا الهمة والعزيمة على أن نزرع؟
العجيب في أمرنا أن فينا نوازع قطع وهدم , تفترسنا وتؤدي بنا إلى مهاوي القحط والإملاق!!
فيا ليتنا نزرع ونزرع!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات