18 ديسمبر، 2024 5:42 م

الدول المسماة صناعية , هي زراعية أولا , وتعتمد على الثروة الحيوانية ثانيا , وبعد أن حققت إنجازات كبيرة في هذين الميدانين , أخذت مسيرة الصناعة فيها تتطور.
فالشعوب الجائعة الغير قادرة على إطعام نفسها لا تصنع , فالحاجة أم الإختراع , والحاجة للطعام تأتي أولا
فهل أطعمنا أنفسنا لكي نصنع؟
الواقع البشري لا يستخدم مصطلحات الصناعية والزراعية وغيرها , فالمجتمعات متكاملة متفاعلة في نشاطاتها اللازمة للقوة والإقتدار , ومن أهم مصادر القوة والقدرة والبقاء هو الطعام.
إن التركيز على توفير الطعام للمواطنين بجهود وطنية من الخطوات التي تدفع إلى صناعة الحياة الحرة الكريمة.
أما كتابات الوهم والرؤى السرابية التي إحتقرت الزراعة على أمل تحقيق الصناعة , فأنها أذهبت كل شيئ وحولت بلداننا إلى عالات على الآخرين , حتى صارت الصين تطعمنا!!
دول الأمة فيها من الإمكانات الزراعية ومشاريع الثروة الحيوانية ما يغنيها عن الآخرين , ومعظم حكوماتها منهمكة بالتدمير والتخريب والحروب الداخلية , التي تساهم في تجريف البساتين وتبوير الأراضي الزراعية , وإهمال المياه والمساهمة في نضوبها , فلا مشاريع زراعية إروائية , ولا تطوير للثروة الحيوانية , فمعظم دولنا تخرّج أطباء بيطريين ولا توجد مشاريع لإستيعابهم , فيتيهون في ربوع البلدان , وأكثرهم غير قادر على الإنطلاق بمشاريع ذات قيمة إقتصادية لإنعدام الإستثمار والدعم الحكومي.
أيها العرب لا تتحدثون عن الصناعة وتهملون الزراعة , عليكم أن تزرعوا أولا , وتهتموا بالثروة الحيوانية , وعندها ستتعلمون كيف تصنعون بعد أن تملأون البطون!!
د-صادق السامرائي