21 نوفمبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

إرْمِ اٌلْوَهْنَ بِعَصَاَ اٌلْسُنْوَاَرِ

إرْمِ اٌلْوَهْنَ بِعَصَاَ اٌلْسُنْوَاَرِ

كونوا قادة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8 المائدة)

عبد الرحمن الداخل شخصية من الشخصيات النادرة في التاريخ العالمي، لعلها مثل جيفارا والسنوار وماو سي تونك، دخل الأندلس فأحياها وأضاف لها ديمومة وقوة واستقرار نوعي، هذا الرجل لم يطلق على نفسه لقب الخليفة لاعتقاده أن الخليفة من تكون المناطق المقدسة في القدس ومكة والمدينة بعهدته ولم يجر هذا اللقب حتى عبدالرحمن الناصر الذي سار حكمه مع ظهور السلاطين وضعف الخلافة في العصر العباسي، ومع انه مثل تحديا للعباسيين وتغلب على قوة عسكرية أرسلها المنصور وخلافهم جديا تشوبه الكراهية فان المنصور كقائد لقبه بــ (صقر قريش) الذي اصبح لقبه في التاريخ.

مهما بلغ الاختلاف بين الناس فالإنصاف مهم خصوصا ونحن نواجه نوعا من الاستهتار من الآخرين بحقوق الأمة ومخاطر تقويض دولها التي تبدو مختلفة لا تقوى على الاتحاد ومواجهة ضغط الفوضى.

الأمم تصنع من عارها بطولة

الأمم تصنع من عارها بطولة بينما نحن نصنع من أبطالنا عار…. تقدمهم كأبطال نادرين والأمثلة كثيرة مثل ملك بريطانيا ريتشارد قلب الأسد كما يسمونه وهو محض دوق اوكيتاني فرنسي لا يجيد الإنكليزية وتقول موسوعة الجزيرة عنه: “اقتبس بتصرف” ((وكان الملك الإنجليزي، الذي أسبغ عليه المؤرخون الأوروبيون صفات “الشجاعة والقوة”، قد قضى عامين في حروب الحملة الصليبية، ثم هرب منها متنكرا بزي راهب خوفا من أسرهمن حكام أوربا وقد أسروه لاحقا، وقضى ما يقارب عامين في رحلة العودة إلى بلاده، وهو تحت الأسر، وتم تحريره بفدية كبيرة. وقُتل بسهم أطلقه فتى صغير انتقاما لمقتل أبيه، فقيل فيه “الأسد الذي قتلته نملة“.

وكان شرها مزاجيا ونعت بـ المحارب العظيم” أو “الملك المحارب” …… وأحيانا أخرى ينعته بـ مجرم حرب وهذا لأنه قتل الأسرى بعد أن استلم فديتهم)) انتهى الاقتباس.

وقرأنا عن شخصيات مثل نابليون وغيره من شخصيات جدلية، وأحاديث عن الثورة الفرنسية التي أكلت قادتها وأولهم روبسبير (وأعدم روبسبير أكثر من 6 آلاف شخص في أقل من شهر ونصف، وفي العام 1794، أي بعد عامين فقط من توليه الحكم، قرر أعضاء الحكومة وقيادات الثورة التخلص منه فألقوا القبض عليه قبل محاولته الانتحار، وأعدموه بـ المقصلة” مع 100 آخرين من أعوانه. (نفس المصدر.)

وهنالك أمثله لا تعد ليس غرض المقال أكثر من الاستشهاد بخلاصتين مقتضبتين منها للدلالة على الناس تصنع لها أبطالا من أشخاص بهم عيوب ونزق وسوء أخلاق، ونحن نتجنى على أبطال ميدان حقيقين بسبب خلافات بها تعميم قد لا يكون لهذا البطل دورا أو رايا سلبيا فيها وان العدمية التي نحن فيها لا تضعنا إلا أمام الآلهة والأبالسة ولا إنسان بين الطرفين، في حين انهم فخر وعزوة حتى لمن يسفه بطولاتهم وهم في طريق الشهادة لما يؤمنون به مواجهين الموت ببسالة وإصرار كالسنوار عندما لايستطيع جيش عدوه أن يأسره فيطلق عليه قذيفة تمزق جسده ويستمر بالمطاولة والإصرار ليضرب طائرة التجسس التي تفحص المبنى بعصا في يده ولا تدري انفدت ذخيرته أم انه يختزنها لمواجهة بشر يدخل عليه ثم ليستشهد بقذيفة أخرى، عصا السنوار هي حديث طويل ومثلا يضرب لمن تتقطع به الوسائل ويصارع الوهن لكنه يزرع الهيبة منه في قلب عدو مدجج بالسلاح الثقيل والدبابات أمام إنسان فرد.

البطل للامة وان اختلفت معه

كما ضربنا المثل بالمنصور وصقر قريش فهو تاريخ وحسب ولن نمجد شخصا هو يمثل كثر من الأمة ممكن أن يسلكوا ذات السلوك ويضربون أمثالا في التضحية والفداء وقد سلكوا هذا السلوك فعلا ولولا أن السنوار ما ادراك ما السنوار لما مر على الذكر لكن أراد الله أن يسجل بطولته وصمود مقاتليه وكذب أعدائه ليقول انه كان مع مقاتليه وفي المقدمة بأجهزة عدوه المتطورة وساعة انبهار أطلقت الصدق اٌلذي لا يدحره كل البهت اٌلذي أعقبه من ذباب الكرتوني مهما تخفّى أو اتّهم العرب بقتله أو الخيانة وبذلك يهينون العرب بقادتهم أو يشبهوهم بالنساء المغتصبات اللاتي قتلن من قتلت عدوها دفاعا عن شرفها لكن قالها عدوه أنها مصادفة فلا يعيب عدوه انه قتله فهو خير من اغتياله وقتل عدوه له عز وفخار.

لا يرجوا الشهيد من الدنيا أمرا فيها، وان الأمة بحاجة أنتنظر إلى معادلات تقيّم بها وضعها ولا تقول إنها مجبرةعلى المهانة حيث لم يَهُن أبنائها وليرسل كل مواطن إلىقائد بلده رسالة الصمود ويقول له فديتك قائدا

إرْمِ اٌلْوَهْنَ بِعَصَاَ اٌلْسُنْوَاَرِ.

أحدث المقالات