23 ديسمبر، 2024 5:31 ص

إرهاب الميليشيات في العراق

إرهاب الميليشيات في العراق

في أي وقت عطشوا وجاعوا لمص دِمائنا وأرادوا أن يتغدوا مع الرسول أو يتعشوا وجبة كباب عراقي مشوي على دخان مفخخاتهم الأسود، فكُلنا وجبات دسمة لهم على قارعة السوق، هُم يشربون دِمائنا ليسكروا مع الحور العين و غيرنا يشرب بولهم ليتبرك ببطولاتهم، ‏أجسادنا عارية تبحث عن سكاكين غادرة تقطعها إلى أشلاء لتحملها أكياس سوداء الى مثواها الأخير قبل أوانها، لتترك ورائها بكاء الأرامل و صراخ الأيتام، ليزيد الحمل على الكفيل أضعافاً مضاعفة وإن كان ظهره المنحني لايحتمل أوزار الزمن فلا خيار له إلا الرضا بما كتب على جبين العراق.

بحر الدم الثالث في العراق، توقد الأرامل والأمهات المنكوبات الشموع على ضفاف نهره، البحر الذي لم ترتوي منه ميليشيات العراق بجميع أصنافها من دِماء أبنائنا ونسائنا وأطفالنا، قدرٌ لونهُ أحمر كُتبَ علينا أن نعيشه مع ذِئاب الغابة، ووحوشٍ بهيئة البشر لم يرتوا بمص دِمائنا، بل قطعوا رؤوسنا وأحرقوا أجسادنا وافرغوا جيوبنا، ثمان عشر سنة ثقال لم نرى منها سوى الموت ومفخخاتهم وكواتمهم، بحثنا جميع الحلول وصرخنا بأعلى الصوت حتى غصت حناجرنا وشلت كلماتنا لنعبر عن الآمنا والآم شعبنا العراقي، سلاحنا قلمنا الذي نضرب به أعداء الإنسانية وأعداء الوطن الذين هم تحت حُكم العراق، وحاربنا الطائفية ووقفنا ضد تقسيم العراق لإننا كُلنا أمل بعودة العراق الى حضن أبنائه بعدما سرقهُ الآتين من خلف حدود الوطن.

من ينادي بالحرية والتحرر من الفساد يُسجن بتهمة الإرهاب، ومن يهتف ضد الفاسدين يُسجن بتهمة الخيانة، أبناء العراق لم يخونوا أرضهم بل سقوها بدِمائهم وتلقوا رصاصة الغدر من ابناء جلدتهم، قسموا العراق مراجع وطوائف ومقلدين وجعلوا ابناء البيت الواحد مختلفين، حاولوا بكُل الطرق أن نكره عروبتنا وننسلخ منها لنكون تابعين طائعين لإعدائنا الفرس ونؤمن بالفكر المرشد الأعلى الشيطاني، لينزع ولاء عروبتا ويجردون من مبادئنا، أجيال من العراقيين مروا بنكبات كثيرة ولم يسقطوا أو ينكسروا وبقوا محافظين على عروبتهم إلا القليل الذي أرتضوا لنفسهم ان يكونوا عبيد.

من آتى ليحتل العراق يعرفون مسبقاً صلابة هذا الشعب وقوته، وتمسكهِ بعروبتة ووطنيته، فكانت بوابة الطائفية أقصر الطرق للوصول إلى مآربهم وتحقيق أحلامهم والحلم الفارسي الذي عجزت سابقاً عن تحقيقة، فكانت اول شهداء الإعلام (أطوار بهجت) الذي كشفت مؤامرة الطائفية بتفجير مراقدهم في سامراء، فغلفوا كل شيء بدينهم لم نرى او نسمع عنه او مدون في كتاب الرب أن يقتل الإنسان أخيه الذي حرم الله قتله، فنجحوا في كسر الشعب وإختراق صفوفه ليستلموا سدة الحكم بإسم قدسية المذهب، فسقطت عروبتنا عندما سكتنا لسرق بلادنا، سقطت عروبتنا عندما أرتضينا أن يتدخلون في شؤوننا وأدواتهم حكومة عميلة لم نرى مثيلها في كل العالم، سقطت عروبتنا عندما رفعت رايات سوداء وصفراء وحمراء وسكتنا ليذبحوا ابناء وطننا الواحد بإسم قدسية المذهب، سقطت عروبتنا عندما سرقوا مقدساتنا ليبنوا مستشفيات للأغنياء ولتمتلأ مصارف إيران بأموال أضرحتتا بإسم قدسية المذهب، سقطت عروبتنا عندما أخ يقتل أخوه لإختلاف المرجع الذي لم يذكره اي كتاب سماوي إن للرب وكلاء في الأرض، سقطت عروبتنا عندما أرتضينا لإرهاب الميليشيات العراقية أن تقتلنا وتعلقنا على مشانق الموت وتذبحنا وتخطف حياتنا.

نهض جيلاً صلباً قوياً بوجه هذا الطوفان، وملأ الساحات بثوار أحرار وبصدور مكشوفة لتتلقى رصاصات الغدر والعبوات الدخانية، أنتفض جيلاً حُر أبى الظلم والفساد والعمالة، أصبحت ثورة الآحرار تنادي موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء بدموع وكبرياء لم نرى مثيله وقدم إيقونات من الثوار رجالاً ونساءاً وأطفالاً شهداء لهذة الثورة العظيمة، فسقط المذهب والطائفة وستتواله ثورات وثورات امتداداً لثورة تشرين لتقضي على مضاجع الإرهابيين من ميليشيات إيران والحكومة العميلة الذي عاثت فساداً في ارض الرافدين.