مايميز بين الحضارة الحديثة والحضارات القديمة هو إن القوانين والانظمة والاعراف الدولية تطغي على العلاقات في الاولى وتتحکم بها فيما نجد إن الحضارات القديمة کانت تهيمن عليها مبادئ القوة والغرور والانفعالات والنزوات ولذلك لم تکن للعلاقات الدولية من موازين سوى تلك التي تکون مبنية على أساس من القوة والغطرسة، وإن العالم اليوم وبعد تأسيس منظمة الامم المتحدة والانظمة والقوانين التي قامت عليها والتي تحدد العلاقات بين الدول وتعمل بما يضمن السلام والامن والاستقرار في العالم وإعلان حقوق الانسان، فإن ماقد أکده المرشد الاعلى للنظام الايراني بوصف”فيلق القدس” الذي کان يقودها الجزار الهالك قاسم سليماني ب”محاربون بلا حدود”، يعتبر کلاما يضرب بالقوانين والانظمة الدولية ولاسيما تلك المرتبطة بإستقلال الدول وسياداتها الوطنية عرض الحائط والتي لانجد من حاجة لشرح کيفيته ولاسيما بعد أن صار حديث الساعة ليس في بلدان المنطقة فقط وإنما في العالم کله.
فيلق القدس الذي کان قائده الهالك ينتهك من خلال أنشطتها العدوانية المشبوهة التي تستهدف أمن وإستقرار بلدان المنطقة، وکان يزرع الموت والرعب والدمار أينما حل هو وحل فيلقه الارهابي، ولاريب من إن هکذا وصف من قبل هکذا رجل في النظام الايراني يعتبر أصل وأساس النظام وصاح الامر والشورى فيه، يعطي دلالة أکثر من واضحة بعدم إيمان هذا النظام بالقانون الدولي وبسيادات وإستقلال الدول، وهو مايدل ويثبت بأن هذا النظام الذي تأسس على أساس نظرية دينية مشبوهة يمنح له الحق في التوسع کما يشاء، هو نظام لايمت لهذا للعصر الحديث بصلة وإن جاز تنسيبه لعصر ما فإن العصور الوسطى من الممکن أن تناسبه إن لم تکن العصور القديمة بحد ذاتها.
محاربون بلا حدود، کان يمکن سحبها على المناضل الثوري” تشي جيفارا”، والذي له شعبية ومحبوبية في سائر أرجاء العالم لکونه کان يحمل أفکارا ومبادئ إنسانية تحررية ولم يکن في يوم من الايام سببا أو عاملا للتناحر بين الشعوب أو بين مکونات شعب واحد بل إن نضاله وحربه کانت ضد أنظمة ديکتاتورية موغلة في الاجرام، أما قاسم سليماني، إذ أنه وبالاضافة لکونه مسبب الحروب في بلدان المنطقة فإنه کان يشرف شخصيا على إشعال الفتن الطائفية ويدفع للمواجهة والاحتراب بين مکونات الشعب الواحد کما رأى العالم کله، وإن الشعب الايراني عندما يقوم بتمزيق صوره عشية تظاهراته الغاضبة المندلعة مند 11 کانون الثاني الجاري إحتجاجا على الاعتراف المخزي للحرس الثوري للنظام بإسقاط الطائرة کما إن المعارضة الايرانية الجدية والمتواجدة في الساحة والمتمثلة في المقاومة الايرانية رحبت أساسا بقتل الارهابي قاسم سليماني ووصفته ب”الجزار”، فإن ذلك يدل على الموقف الشعبي والوطني الايراني من هذا الارهابي وإن خامنئي والنظام الايراني من ورائه عندما يسعون من أجل تجميل صورته والدفاع عنه فإن کلامهم لايجد له أي صدى أو أذن صاغية بل هو وفي أفضل الاحوال مجرد هواء في شبك!