23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

إرشدوهم ثم إرشدوهم!!

إرشدوهم ثم إرشدوهم!!

القِوى التي صارت بالصدارة ، بعد التغيرات التي حصلت في المجتمع العربي تحتاج إلى إرشاد ,
فلا يتصورهم الكتّاب والمفكرون ، بأنهم على درجة عالية من الثقافة والدراية والفهم والإدراك.
بل أن معظمهم يعيش أمية سياسية ، ووطنية وتأريخية ، ولا يملكون مهارات التحاور والتفاعل الإيجابي ، وبهذا فأن الواحد منهم يمتلك مؤهلات لا تحصى لتوليد المشاكل وصناعة الأزمات.
ومعظم ما يصرحون به ويقررونه ربما مبني على إفتراضات وتصورات وهمية ، فربما لا يعرفون التحليل العلمي اللازم للوصول إلى إتخاذ القرار السليم.
ومعظمهم يعيش حالة دفاعية ، وورطة سياسية محفوفة بالمخاوف والظنون ، ويفترسه هاجس أنه لن يدوم في منصبه طويلا ، فتراه يستحضر قواه السلبية للحفاظ على عمر منصبه.
وأكثرهم محفوف بالمغرضين والجهلة والأميين ، والراكضين وراء مصالحهم الشخصية ورغباتهم ، ولا يعنيهم الوطن والمواطن.
وفي هذا الخضم الصاخب ، تتحقق حالات مريضة ومضطربة لا يمكنهم حلها ، وإنما تعقيدها ، ولهذا تجدهم أعجز من حل أبسط مشكلة مهما كان نوعها وحجمها.
وفي واقع الأمر، لقد تسنم الأمور مَن هم بلا خبرة ، ولا رؤية ، ولا قدرة على صناعة الحياة ،
فأسهموا بتداعيات متعاظمة وأزمات متفاقمة ، وما قدموا خطة ستراتيجية ذات قيمة ومعنى وتأثير لصناعة الحياة الأفضل.
وهذا يعني أن على الكتاب والمفكرين تقديم المشورة الصائبة ، وأن تكون مقالاتهم ذات إرادة تثقيفية وتنويرية ، للذين تمحّنوا بالكراسي ، وتوهموا بأنهم ساسة وقادة يعرفون ويحكمون.
فما نكتبه فيه درجة عالية من السلبية ، وهذا يعزز السلوك الدفاعي عندهم ، ويعزلهم ويقوقعهم في صناديق رؤاهم الضيقة المضلِّلة.
ولكي نساعدهم ، علينا أن نقترح الحلول ، ونأتي بإستنتاجات توهن أساليبهم الدفاعية ، وتشعرهم بالأمان اللازم للتفاعل مع الآخرين.
هكذا يبدو دور الكُتاب والمفكرين في الوقت الحاضر ، لأنهم يتحملون المسؤولية أيضا.
وعلينا أن ندرك بيت القصيد ، لا أن نتيه في القصيد!!