18 ديسمبر، 2024 11:11 م

إرادة المواطن: وجوه ليست صدئة!

إرادة المواطن: وجوه ليست صدئة!

شعار جميل هذا الذي يراه المواطن العراقي، وهو معلق على سطوح البنايات العالية، والساحات، والأجمل أن تقوم كوادر الكتلة التي أطلقت هذا الشعار (كتلة المواطن) بإستطلاع آراء الناس، حول ماذا يريدون؟ بل أنها ذهبت الى أبعد من ذلك، حينما جعلت المواطن يكتب على نفس القطعة الصفراء، والتي يزينها اللون الأخضر، والذي يبعث الى الأمل في مستقبل أخضر واعد، ماذا يريد من حكومته المقبلة؟ وما هي الأمور التي فات على الحكومة الحالية، ولثماني سنوات أن تحققها له.
أكبر هم المواطن هو، أن يذهب الى وظيفته في أول النهار، بدون أن يرى الزحمة تنتظره، وأن يعود بعد إنتهاء دوامه سالما معافى، وأن لا تنغص عليه معيشته صفارات سيارات المسؤولين المنطلقة بدون سبب.
يريد المواطن، وهو يعيش في بلد يعد الدين الإسلامي، الدين الرسمي للحكومة، أن تلتزم الحكومة بتعاليم هذا الدين، فالدين يحض على التعلم من المهد الى اللحد (كما يقول الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم) في الوقت الذي نرى تعليمات وزارة التعليم العالي بالضد من ذلك تماما؛ وأقراْ، كما يقراء الآخرون، أن دول العالم المتقدم تشجع على التعليم، بل وحتى الوصول على أعلى مراتب التعلم (الماجستير والدكتوراه) بغض النظر عن شرط العمر؛ إلا في العراق المسلم.
المواطن يريد، أن يرى من يدير الدائرة الفلانية، موظف على قدر المسؤولية أولا، وأن يعرف أن إدارته لهذه الوزارة، أو تلك الدائرة؛ إنما هو تكليف, وليس تشريف، فهي ليست ملك مشاع له، يعين من يشاء، خاصة أولي القربى منهم، وهنا كثيرا ما نبهنا الى ضرورة إعادة العمل بالتعيين، من خلال مجلس للخدمة.
المواطن يريد، أن يرى مكتب المسؤول (أيا كانت صفته) يتمتع بالذوق الرفيع في تعامله مع المراجعين، وليس التعالي، ذلك أن موظف المكتب ليس المدير العام، بقدر ما هو موظف إستقبال للمراجعين، وبعض هؤلاء المراجعين مَنْ خدمته في الوظيفة، أكبر من عمره.
المواطن يريد، أن يتمتع بثروات بلده، كما في البلدان المجاورة، وأن يبتعد المسؤول عن التهويل والتصعيد والكذب، للوصول الى غايات دنيئة.
المواطن يريد، عندما يفشل المسؤول الأول في الدولة، في إدارة شؤون الحكم؛ أن يقول لقد فشلت! ولا يلقي باللوم على الآخرين، لأنه المسؤول الأول عن إدارة الحكم.
أزاء هذا كله، فإن المواطن ولكي يتحقق له ما أراد، فإنه سيقوم بتغيير أغلب تلك الوجوه الكالحة، والتي أصابها الصدأ، وأنتهت صلاحيتها، ولم تعد قادرة على إقناع المواطن بأنها الأفضل، وذلك بمشاركته في إنتخابات مجلس النواب في الثلاثين من نيسان القادم، ونيسان كما يعلم الجميع هو شهر الربيع، وفيه تتفتح الورود، لذلك فهي بشرى خير إذا شاء تعالى أن تكون الإنتخابات في مثل هذا الشهر.