إرادة الكرسي فاعلة وإرادة البشر عاطلة , وتلك حقيقة ما يحصل في بلدان المجتمعات المهضومة المصادَرة المصير , فالشخص الذي يوضع في الكرسي يكون مطية للكرسي وليس العكس كما يتوهم الناس.
فالكرسي يَمتطي ولا يُمتطى!!
فالمجتمعات المهضومة محكومة بغيرها , ويُصطفى من أبنائها مَن يؤدون واجبات السمع والطاعة للكرسي المحكوم بإرادة الطامعين أو المهيمنين على البلاد والعباد , فيقوم الأبناء بالعدوان على المجتمع وقهره وإجباره على الخضوع لإرادة الكرسي التي لها يذعنون وفي محرابها يتعبّدون.
وإن ثارت هذه المجتمعات وطالبت بحقوقها فأنها ستلقى أقسى الأجوبة , وسيتم سفك دمائها وتلطيخها بالتهم النكراء , وذلك بمباركة إرادة الكراسي الفاعلة في الجميع.
فالكرسي يحكم , ومَن يمتلك مصير الكرسي هو الذي يحكم وليس الجالس في الكرسي.
فالجالسون في الكراسي عبارة عن وجوه مزيفة ومظاهر مغشوشة توهم نفسها وغيرها , بأنها تحكم ولديها القدرة على إتخاذ قرار يخدم مصالح الشعب والوطن.
ولهذا تجدون المجتمعات المهضومة لا يتحقق فيها ما ينفع الناس ويبني الوطن , وإنما الذي يُنجز هو لتأمين مصالح الكراسي وتطويرها والإستثمار المجحف بأرباحها , وذلك بتأكيد آليات الحرمان وإستلطافها , وترويض الناس على قبولها والتلهي بها.
وعليه فأن المجتمعات يجب أن ترى بعين بصيرة لتدرك الحقيقة وتعمل للوصول إلى تعزيز إرادتها وأهدافها الإنسانية المطلوبة.
أما التوهم بأن أشخاص الكراسي هم الحاكمون فهذا دجل وتضليل وهذيان.
فالكرسي يحكم والذي فيه دمية لصانعيه!!
فهل من إقتراب وطني رشيد؟!!