“إذا الشعب يوما أراد الحياة…فلا بد أن يستجيب القدر”
هذا البيت الشعري يكثف حقيقة كونية فاعلة في الوجود الأرضي , خلاصتها أن إرادة الشعوب عندما تتحرك بصدق وتوثب نحو غاياتها الإنسانية السامية , فأن طاقات الأكوان تتفاعل معها وتؤهلها لتحقيق أهدافها.
والمسيرة البشرية فيها الشواهد على هذا القانون الإطلاقي الصاخب الشديد الإصرار والتحقق.
فالقوة الكونية الخفية هي التي ألهمت الشاعر التونسي الشاب (أبو القاسم الشابي) , معاني التمازج مع نبضات الأكوان وإيقاعات الدوران , وولوج مدارات الصيرورة الكبرى الدائبة فكثفها ببيت شعري خالد.
والمجتمعات البشرية الثائرة بصدق , والتي لديها قيادة ذات رؤية وطنية إنسانية نبيلة صادقة , تحقق إرادتها , وتكون ممثلة لجوهرها الحضاري , وتطلعاتها المتوافقة مع نبضات الأخوة والألفة والمحبة والرحمة والعدل.
وبعض المجتمعات إستشعرت مرارة الحيف وسطوة الحرمان وإستئثار البعض بما لا يحق لهم من ثروات الشعب , فهبت تريد التحرر من القهر والتسلط على وجودها الوطني العزيز؟
وستظفر بما تريد , وسيكون لها المجد والعزة والكرامة , رغم محاولات التابعين الفاسدين لدفعها للوراء.
ويبدو أن القوى المضادة للإرادة الوطنية من الدول ذات المطامع والتطلعات الأثيمة تنطلق في محاولاتها لردع إرادة الحرية والحق الوطني القويم.
لكن التأريخ يؤكد في دروسه المتراكمة أن ثورة الحق الصادقة تنتصر على إرادة الباطل والظلم .
فالظلم عمره قصير , لأنه يحث قِوى ويؤهلها للإنقضاض عليه ومحقه.
وإن لم تصدقوا , إقرأوا تأريخ العراق , وما دار على ترابه من أحداث إنهزم فيها الباطل , وسطعت أنوار الحق وما إنحنى يوما للظالمين.
فأرض العراق ولودة للأباة الأشاوس الطيبين الأفذاذ المخلصين للوطن!!