ربما نقول وبصراحة، إننا وصلنا الى حال لا نحسد عليه، والأيام تتعقد كلما تقادمت، لا تحمل سوى أنباء حزينة، وجراحنا تزاد عمقاً ، تمزق نسيجنا الإجتماعي والسياسي، وتتناثر اشلائنا في الطرقات، ينتظرنا مصير محتوم يبحث عن الإستفراد بنا؛ ربما الكثير وصل الى حالة من اليأس والإحباط وفقدان الأمل، ونقاتل انفسنا بالإحتجاج والرفض لواقع مأساوي، تدور عجلته لتسحق الجميع.
لا نشك في إن ما يحدث من مصائب كل يوم، غير عفوية أو محظ صدفة، وكثير من يوظف احزاننا وفرقتنا ودمائنا الى صوت إنتخابي.
دخلنا الى نفق مظلم لا نعرف نهايته، إلاّ شق طريق أغلقه مقاولي السياسية وشركاء المقاولين الفاسدين، إستغلوا مشاعرنا وويلاتنا يقضمون بأنيابهم أكبادنا، ودمائنا وتضحياتنا تتحول الى إمتيازات.
افواه فاغرة تنظر منة مَنْ سرق الأموال، يشعل احشائنا مرارة طبخاتهم السياسية التي تقتلنا بإستغفال.
معركتنا بين الحياة و الموت، حرب وجود مَنْ يقودها يختار الزمان والمكان، لا نريد ان نكون ضحية تخطيطهم، وشراء الذمم بأموالنا، وعودة تاريخ خيبة الأمال وسرقة براءة الطفولة و هدّ تماسك النسيج الإجتماعي.
نعم لا خيار امامنا، ويمكننا الجزم من تجارب مرارة السنوات المنصرمة ، وبشاعة الفعل السياسي، الذي تقوده طبقة تخلى بعضها عن القيم والأخلاق والشرف، أفعالها غير نبيلة من جنس غاياتها، ومعركتنا مع الدكتاتورية والتهميش والفقر وقوافل الشهداء، كنا نعتقد إنها تنتهي بعد عام 2003م، لم نصدق وجود مرض عضال بحاجة الى إستئصال من الجذور.
من يرى الفاشلين يتجولون هذه الأيام، وهم لايتذكرون كم وعدوا بيوت الصفيح تكون أبراج في 2010م، عليه إن يكسر السبات وبيده القرار.
المعركة لم تنتهه، رغم قطع المسافات الطويلة، وخط النهاية هو من يقرر الإنتصار، وعلينا التخلص من معظم الطبقة السياسية المريضة، حينما نبحث عن مَنْ يستطيع التصدي ويتقدم الصفوف، وبما أنها مصير ووجود، لا نتررد ولا نتأخر ولن نترك من داس اقدامنا الوصول الى رؤوسنا، ويسبقها في الثلاثين من نيسان. هم يلهثون لسرقتنا مرة اخرى، والمواطن يسعى لكي يتنصر على الإرهاب والفساد، فهل ينتصر المواطن؟ وهو يريد التغيير ويمتلك القرار؟