22 ديسمبر، 2024 11:05 م

إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر !

إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بحجر !

في الوقت الذي تتآمر فيه أمريكا و إسر١ئيل على نظام الحكم الإسلامي في إيران.. فإنها تحرّك عملاءها لإثارة الفتن و القلاقل.. ما يدعو الحكومة إلّا الضرب بيد من حديد على كل من يخالف القانون المستند على دستور الجمهورية الإسلامية التي صوّت عليها ٨٥٪ من الشعب.. ما يجعله نافذاً و مفروضاً على المواطنين كافة.. بكل قومياتهم و أديانهم و مذاهبهم و أحزابهم.
والحالة هذه ؛ فما نتابعه من أحداث في إيران اليوم لا يتعدى كونه سلوك لا وطني مدفوع الثمن و محرّض عليه ، لأجل إشغال النظام الحاكم بأمور داخلية تصرفه عن ممارسة مهامه المتعلقة برفع الحصار الظالم عن الشعب ، وذلك من خلال فض أسبابه.. و منها الملف النووي..
من هنا ؛ فيتحتم على الشعب الإيراني الجار أن لا ينجر وراء هذه الفتن .. حيث يعرف القاصي و الداني.. وحتى الوفود الرسمية و الدبلوماسيون العرب و الأجانب أن هتك الحجاب خط أحمر يحاسب عليه القانون ، لذا نرى أكبر الشخصيات السياسية و الدبلوماسية من النساء يضعن الحجاب على رؤوسهن لحظة وصولهن أرض إيران..
و من هنا ؛ فلا يوجد ما يبرر للإيرانية إنتهاكها الحجاب.. إذا كان يطبّق حتى على غير المواطنات!؟..
 ومن الملاحظ أن بعض العراقيين المتحسسين من نظام الجمهورية الإسلامية الموالي لمذهب آل البيت(ع) يغتنمون هذه الأزمة لتفعيل حقدهم و كراهيتهم عليه .. فيتعاطفون مع حالة مجتمعية إيرانية لا شأن لمجتمعنا بها و لا هم .. فهي مسألة مواطنة إيرانية خرقت قوانين بلادها و تعرضت إلى المساءلة و العدالة.. وهذا ما يتعرّض له أيُّ مواطن في العالم .. في أمريكا أو في أستراليا أو أية قارة.. وقد تعرَّض الشعب العراقي إلى أقسى ما تتعرض له الشعوب من ويل .. فقد كانت المرأة العراقية في زمن النظام السابق تعدم و تسجن و تعذب بسبب إرتدائها الحجاب الإسلامي الشرعي ، و كان الشاب العراقي يعدم و يسجن و يعذب بسبب إعتماره العمامة، و كان الموطن العراقي يحارب و يمنع من أداء زيارة إمام من أئمة أهل البيت(ع) ؛ وما كان ممن هم يتعاطفون اليوم مع هذه المواطنة الإيرانية المتحدية لقانون دولتها التي تعيش فيها.. ما كان منهم من يشجب أو يندد بذاك الظلم .. مع أنه لم يكن تحدياً للقيم أو النواميس أو القانون أو الدستور العراقي!!!..
هل نسي العراقيون المقابر الجماعية التي ملأت الفيافي والهضاب بسبب تحدي المواطنين العراقيين لذلك الظلم .. وهو تحدٍ مشروعٌ!؟.. فما بالُ اليومَ من يتعاطف مع فتنة داخلية يفتعلها أعداء الجارة إيران.. بينما يترك هموم شعبه و وطنه خارج دائرة تفكيره!؟..
أن تتعاطف مع مظلومية شعب جار .. يحاصره الأعداء ؛ غير ما تتعاطفه مع حالة مواطن إخترق القوانين و الدستور في ذلك البلد الجار ..
أقول ؛ بالأمس دعك شرطي أمريكي رقبة المواطن فلويد حتى الموت .. وهو يصيح نفس .. نفس ، ولم نر تنديداً أو شجباً لمن يرتدين القمصان الحمراء اليوم لأجل المواطنة الإيرانية مهسا!!!..
هل الدم الإنساني مختلف!؟..
أم لأن الإحتجاج سيكون ضد الإدارة الأمريكية لا ضد ولاية الفقيه!!!؟..
أين ذوات القمصان الحمراء اللاتي تظاهرن أمس ؛ عندما قتلت المواطنة العراقية زينب عصام!؟..
أين ذوات القمصان من مصرع الصحفية الفلسطينية!؟
لماذا هذا الحرص و الحنان على المواطنة الإيرانية التي لا يوازيه حسٌّ حيال مواطنة عربية أو عراقية!؟..
ألا توحي هكذا مواقف ؛ بأنَّ يداً خفيّة تحرّك !؟..
لذا ؛ علينا أن نتقن إظهار مواقفنا مع أو ضد الحكومات و الشعوب .. على أساس الحقيقة.. لا على أساس موروثات عدائية عفا عليها الزمن و مضى!