18 ديسمبر، 2024 7:38 م

“إذا تغير السلطان تغير الزمان”!!

“إذا تغير السلطان تغير الزمان”!!

قول عربي مأثور , والمقصود بالسلطان نظام الحكم , لأنه هو الذي يقيم دعائم الحكم وبموجبه تمضي الحياة في البلاد بين العباد.
والمعنى أن نظام الحكم السياسي في أي مجتمع هو الذي يقرر قيمة وسلوك ذلك المجتمع , و ” الناس على دين ملوكها” , فإذا كان نظام الحكم سيئا صار المجتمع كذلك والعكس صحيح.
والناس في زماننا رعاع الكراسي , فما يفعله الكرسي تفعله الناس , وهكذا دواليك تتحرك قوافل الحياة ومسيرة التواصل بين الأجيال.
فالناس لا تقرر مصيرها بل أن الكراسي هي صاحبة القرار.
هذا المفهوم الذي يبدو غريبا أو غابرا , ينطبق على المجتمعات بأنواع أنظمتها السياسية وطبيعتها , فلا فرق بين المجتمعات إلا بأنظمتها السياسية وآليات حكمها , وكل مجتمع على هدى نظامه السياسي يتفاعل ويكون.
وفي واقعنا الذي يصادر حقوق الإنسان وقيمته , وأنظمته السياسية تفتخر ببناء السجون والمعتقلات وأقبية التعذيب وميادين الإعدامات , ماذا يُرتجى من الشعب , وكيف سيكون الواقع الذي هو فيه؟
في بلد من بلداننا لم يُنجز نظامه السياسي على مدى عقدين غير السجون والمعتقلات , وأعدم من الشعب ما لم تعدمه جميع الأنظمة السياسية التي سبقته , وترى العمائم فيه متسلطة متبخترة متبرجة بدين.
والأمثلة عديدة في جميع الأزمان , وعندما نتابع مسيرات الإمبراطوريات يتبين أن واقعها يتبدل مع تبدل سلاطينها , وهذا ما جرى في الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وما بينها وقبلها وما بعدها , وحتى في الأنظمة الجمهورية التي سادت الواقع العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
وتجدنا اليوم أمام أنظمة حكم تسلطت على المواطنين بشتى الوسائل , وبإسم الديمقراطية التي تحوّلت إلى تجارة مربحة , وبإسم الدين الذي فتك بالدين.
ولهذا يتم وضع الأشرار في كراسي الحكم للنيل من الشعب , وتحويل المجتمع إلى خنادق شرور متناحرة.

فهل لنا أن نضع أخيارنا في الحكم؟!!