العرب على مدى القرن العشرين ولا يزالون يعتمدون على غيرهم , حتى ليصح القول في كل شيئ.
والغير الذي يعتمدون عليه تهمه مصالحه بالدرجة الأولى , ولكي تتحقق المصالح لا بد للعرب أن يتفرقوا ويتناحروا ويبيدوا بعضهم بعضا.
واليوم تنطلق دعوات للإعتماد على النفس , وهذا يعني أن على العرب أن يتحدوا إقتصاديا وثقافيا وعسكريا ويتفاعلوا وكأنهم دول ذات نظام واحد , كما يحصل بين الدول الأوربية.
وفي هذا تجاوز للخطوط الحمراء , مما سيتسبب في تنمية التداعيات والإستثمار في الويلات.
ويمكن الإستفادة من هذا التوجه العربي الجديد لتحويلهم إلى كتلة واحدة ذات تفاعلات شرسة جدا مع الجيران.
مما يعني أن لا بد من وقوع الحرب ما بين العرب وإيران , وهي حرب ذات عمر يقدر بقرن , إنطلاقا من حرب السنوات الثمانية التي وقعت بين العراق وإيران.
وبتوضيح أكثر أن المنطقة مقبلة على حرب ستستمر حتى نهاية القرن الحادي والعشرين , إنها حرب القرن ما بين العرب وإيران.
ولا يمكن تفادي هذه المأساة الجديدة المزمنة , إلا بوعي المخاطر الجسيمة التي ستنجم عنها , وإدراك جميع الأطراف أن لا بد من العيش معا والتفاعل الإيجابي , ونبذ عناصر وأسباب الفرقة مهما كانت .
فلا بد من إتخاذ قرارات صعبة وتنازلات قاسية لتجنب ما هو أقسى وأمرّ.
وعلى الجميع التحلي بالحكمة والتبصر والسعي الجاد لإطلاق النوايا الحسنة والتوجهات الخيرة , ونبذ العنف والتطرف وإبعاد المعتقدات والمذاهب عن السياسة , والجد والإجتهاد في بناء مجتمعات معاصرة تهدف إلى إقامة أسباب التكافل والتفاعل الحضاري السعيد.
فلن يربح أي طرف إذا إشتعلت الحرب , ولن يتسيد إلا الذين إعتمدوا عليهم في القرن العشرين , وسيستعبدونهم في القرن الحادي والعشرين .
فهل من بصيرة سحبنة , وإلا فالكل سيتهاوى في مزالق بقللة!!
*سحبنة: من سحبان الذي كانت تضرب العرب به الأمثال بذكائه وفطنته.
*بقللة: من باقل الذي كانت تضرب العرب به الأمثال لغبائه وسذاجته.