8 فبراير، 2025 10:11 م

إدارة ترامب إدارة صفاقات وليست رؤى

إدارة ترامب إدارة صفاقات وليست رؤى

عندما تدعي مسؤولة الاعلام  في البيت الابيض بعد تصريح  ترامب في موتمره الصحفي الأخير عن نيته بالاستيلاء على غزة وتحويلها الى ريفييرا الشرق تدعي انه رجل ذو رؤية ويفكر خارج أطار المألوف اعلم عزيزي القاريء ان هذه الإدارة الامريكية الجديدة إدارة صفقات وحروب, خاصة عندما يكون على رأسها رجل بارع في لي الحقائق حين يطلب من  دول جوار شقيقة للفلسطينيناستقبال ضحايا حرب ظالمة وغير متوازنة بحجة واهيةكون ارض غزة تحولت الى ارض دمار وخراب وحطام دون الوقوف ضد المتسبب وعندما يتجاوز  خياله  الواقع او طموحاته تفوق كل الافتراضات والتصورات  الداخلية والخارجية ولنا في التاريخ هنا شواهد واقعية على هذه الغطرسة ونهايتها المحتومة.

فقد انهار قي النصف الثاني من القرن العشرين الاتحاد السوفياتي احد قطبي الصراع على الكرة الأرضية وبعده ظهرت دولة كبرى أخرى صاعده ومنافسة في آسيا لتحل محله كما انهارت من قبله دول عظمى قديمة كالروم والاغريق والفرس والعثمانيين وامبرطورية إنجلترا التي لاتغرب عنها الشمس كما يقال  وغيرها من الامبراطوريات الصغيرة والكبيرة ممن لها شأن في تاريخ تطور البشرية. ومن سوء حظ بعض الشعوب ان يعتلي على سرج القيادة او يستورثها شخص اناني يهمه فقط اسمه واسم عائلته ان لم نقل لايهمه الوطن بالدرجة الأولى ولا يهمه السلام والامن  والعدالة والطمأنينة لغيره  من هم معه في هذا العالم .

هذا الرجل في ولايته الأولى قام و حرض هو واتباعه على مهاجمة البرلمان واستعدى الاعلام الحر في بلاده والعلماء والمستشارين الطبين واساء معاملة النساء وحارب الحلفاء وخبراء المناخ ووقف مع المعتدي في القضايا الدولية ولم يقف مع حقوق الشعوب  كاعترافه  بالقدس عاصمة للمعتدي المحتل وصار كل همه المال ولم يعد الانسان في نظره قيمة روحية وهذا كله معناه انه كان يجيد صناعة الأعداء.  

والسؤال الذي بحاجة ملحة للإجابة عنه هو: كيف تغلب هذا الرئيس على منافسيه؟ جزء من الإجابة  هو سوء إدارة من سبقه وتعثر سياساته . يضاف الى ذلك وضعه المالي المميز والمتميز حيث يعتبر من ابرز اثرياء البلاد وعلاقاته الطيبة معهم  وعقاراته وتميزه في اجادة الاحتبال وتهربه  من دفع الضرائب وحسن اختياره لمستشاريه من المطبليين وخاصة القانونيين وبراعته في  لي الحقائق وكيفية إيصال رسائله الخبيثة الى الجمهور وفشل محاولات اغتياله وقدرته على الصمود والمواصلة وتمكنه من اكتشاف نقاط استياء الشعب من النظام السياسي المتجذر  وبقائه دون تغيير لمدة طويلة وتمكنه من معرقة نقاط الوصول الى قناعات المواطن وسبل ارضائها كما يفعل الدجالون والمحتالون.

الا انه كما ذكرت سابقا كان يجيد صناعة الأعداء منومباركة الجمهورالخفية  له في ذلك وحسن صياغة ادعائته واتهاماته ولو دون دلائل وسهولة قبولها من طرف الجمهور الذي يزداد استياءا من المسؤولين الذين لايهمهم الوطن.

السؤال الاخر الذي بحاجة الى إجابة ملحة : هل انتقم او هناك بوادر للانتقام من خصومه واعدائه في فترة رئاسته الأولى من الذين عارضوه وقفوا ضده من مستشاريين امنييم وطبيين  وخاصة اثناء انتشار وباء الكورونا الذي صادف انتشاره في عهده.

نعم حيث ذكرت الانباء سحبه لإجراءات الحماية الامنية التي منحها لهم ( الأعداء والخصوم) اثناء فترة رئاسته السابقة وقام بإلغاء التغيرات المضادة التي قام بها الرئيس الذي سبقه على ما اقترحه في فترته السابقة كالغاء اتفاقية ا لمناخ التي احياها  الرئيس السابق.واصدر أوامر تنفيذية جديدة عند بدء  ولايته  في معاقية كل من وقف ضده وسار في الاتجاه المعاكس الذي يخدم صفقاته.

ما اردنا  قوله ان الامبراطوريات والقوى العظمى دون ذكر الاسماء تنهار وتتساقط  بمرور الزمن اذا تزيفت الحقيقة وساد الكذب والاحتيال وسادت تصفية الخصوم  وتجريدهم  من امتيازاتهم المشروعة او غير المشروعة واذا اقنع المواطن بالاكاذيب المنمقة وساد ظلم الغير واهدرت العدالة ……فان الانهيارقادم  وواقع لامحالة. .