23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

إخلع نعليك إنك في الحشد المقدس

إخلع نعليك إنك في الحشد المقدس

عندما أستشرى الفساد والظلم في بلاد مصر، وأصبح معظم الناس يعبدون الأوثان والملوك؛ تحت حكومة وقوانين فرعونية يقتل فيها الأبرياء ويستحيي النساء ويذبح الذكور، وقد أصبح المصريون الرافضين لهذه القوانين والأعراف الفرعونية، تراق دمائهم في كل مكان من ربوع مصر، مشردين في الصحاري والوديان والجبال، فرووا كل شبراً من أرض مصر بدمائهم الطاهرة، حتى التجئ معظمهم إلى الوادي الذي يقع في جنوب سيناء، والذي مر به الأنبياء إبراهيم وعيسى ويوسف ويعقوب عليهم السلام؛ وأماكن أخرى للأولياء والصالحين.
حيث أراد الباري عز وجل أن يوقف هذه المهزلة الفرعونية، التي راح ضحيتها العشرات من خلال إرسال رجلاً صالحاً، على أن يقيم فيهم العدل ويصحح المسارات والأخطاء التي أرتكبها الحكم الفرعوني؛ فجاء موسى عليه السلام من وأدي شعيب في الأردن، متوجهاً إلى مصر مروراً بارض فيروز التي حدثت فيها مذبحة عظيمة للموحدين، وحين وصوله جاء النداء الاهي أخلع نعليك إنك في مكاناً مقدس، هذا الذي سالت عليه الدماء الطاهرة التي رفضت الشرك وحكم الفرعون، ولم تشرك بالله شيئا.
تلك الأرض لم تكن أقدس من أرض الرافدين” العراق”، التي مر فيها معظم الأنبياء والمرسلين وبعضهم دفن فيها؛ ووعاءً لأهل بيت النبي عليهم السلام ومنبع العلم والعلماء والمفكرين، والشعراء والمجاهدين في سبيل الحق والعدل الاهي، وهي الأرض نفسها ذات الحضارة العربية والإسلامية المشرقة، التي روى كل قدماً فيها من دماءً طاهرة؛ رفضت أن يحرف دينها ويدنس أرضها وعرضها ومقدساتها، التي جاءوها من كل أصقاع العالم، تحت مسمى داعش وهم أخر حلقة من تلك السلسلة الفرعونية؛ التي بدأت مع النبي موسى عليه السلام ثم إنتهت بداعش، والنصرة وأنصار بيت المقدس
وبوكو حرام والقاعدة وانصار السنة.
فالذين قتلوا في أرض فيروز لم يخرجوا متصديين للظلم والطاغوت؛ وإنما حفظوا توحيدهم وهربوا من بطش الفرعون فقتلهم، وهذا الأمر لا يمكن أن نجعله يساوي قطرة فيما يجري بالعراق، منذ حرب النهروان وكربلاء وثورة العشرين والشعبانية والتسعين وبأدوش وسبايكر؛ وصولاً للحشد المقدس الذي جاء بنداء الاهي، واوقف تمدد هذا الفكر الفرعوني، مكملاً للمسيرة السابقة المتصدية للظلم والإنحراف العقائدي، فالذي جاء بنداء الاهي وقدم نفسه قرباناً للدين المحمدي، وحما العرض والأرض المقدسة لا شك” إنه مقدس”.