23 ديسمبر، 2024 8:34 ص

إخلعوا عمائمكم تحت قبة البرلمان

إخلعوا عمائمكم تحت قبة البرلمان

العمامة وما يلحقها من زي ليس الا قطعة قماش يشتريها رجل الدين من سوق القماشين كما يشتري غيرهم من الناس قماشاً من نفس السوق , فالعمامة مهما كان طولها وحجمها ولونها لم تنزل على رجل الدين من السماء ولم تكن من قماش الجنة, فلا مائز بين هذا القماش ولاذلك الا في الشكل واللون وطريقة تصميمه , فالزي الديني دلالة على حصول طالب العلم في الحوزة على درجة علمية في العلوم الدينية وليس في العلوم السياسية , نعم زي ديني وتاريخي إرتداه قادة الاسلام وعلمائهم وأولهم الرسول المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) فاعطت لمن يرتدي الزي الديني وجاهةً ومنزلةً فاقل ما يقال له انك ترتدي عمامة رسول الله أو انك تحمل تاج رسول الله وقليل مايتحمل هذه فيقع فريسة الغرور والعجب !, ولكن من شرف وأعطى القدسية والهيبة والكرامة الى الآخر الزي ام صاحب الزي , فالزي جماد لايحكي ولايعمل, اذاً من يعطي القدسية والهيبة واستحاق التبجيل والاكرام هو صاحب الزي بمواقفه وتقواه وعدالته وامانته وايثاره وتمسكه بالثوابت والقيم والمفاهيم الشرعية والانسانية, والغريب والعجيب الذي يحصل والذي عشناه وجربناه ولمسناه ولسنين طوال ان العضو البرلماني صاحب الزي الديني يخلع هذه المواقف والقيم والمفاهيم والثوابت خارج قبة البرلمان ويرتدي زيه الديني فيدخل فيه فارغاً المحتوى ليس الا مظهراً وصورة فقط فيكون العوبة الفن الممكن سياسة اليوم, فلا مشكلة عنده يداهن يجامل يتستر على سارق او يسرق او يؤيد فاسد أو يفسد, يصادق هذا اليوم ويعادي ذاك غدا فلا صديق دائم ولاعدو دائما بل توجد مصلحة دائمة في مفهوم السياسة ! وليست هنا المشكلة وحسب بل الآثار التي ترتبت عن ذلك كثيرة وأليمة بسبب تمسك هؤلاء بزيهم في ساحة السياسة ,منها من كان يقدس ويبجل رجل الدين ويثق فيه ويسمع له لانجده اليوم كما هو عند الاعم الاغلب ! ومنها من كان في المجتمع فردا منحرفاً فاسداً لكنه يستحي ان يبوح بانحرافه او لايجاهر بافعاله إُطلقت جناحيه الآن فيفعل مايشاء في السر والعلن وإياك ان نصحته فإجابته حاضرة ( روح للمعممين وشوف شيسون وتعال إرجع إنصحني هي خربانه يمعود !!) ومنها من يرافقهم في مجلس البرلمان ممن هم ليس برجال دين مساحتهم وحريتهم اصبحت واسعة في الفساد والافساد لماذا لان صاحب الزي الديني شريك له ويخوض معه بما يخوضون ! وغيرها الكثير من آثار مترتبة مهلكة مرعبة نتذوق منها غصت ألألم كل يوم وأشدها ماتسبب به هؤلاء من طعن وسب وتشويه لنظرية الاسلامية العادلة ولقادتها الأخيار على طول التاريخ اضف الى ذلك الفساد والافساد والحرمان والخراب المادي والفكري في العراق طوال هذه السنين, فما آن الآوان لكي تلتفتوا وتنتبهوا فما ان يتحدث احدكم حتى يقول لكل مقام مقال ولكل حادثة حديث وكل شيء في محله ولايصح الا الصحيح وغيرها من قواعد وأمثال حفظتموها وتحتجون بها بين الحين والاخر, وعليه فاخلعوا زيكم الديني اخلعوا عمائمكم تحت قبة البرلمان وارتدوا لباس التقوى والعدالة والأمانة والإيثار, والبسوا عمائمكم في الدرس والمساجد وتوبوا واستغفروا ربكم العلي القهار وكفى تستر وفساد تحت العمامة والصاية والجبة , وقد اشار سماحة المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضرته العقائدية السابعة عشر الى هذه الجزئية المهمة ناصحا ومذكرا أعضاء البرلمان اصحاب الزي الديني ومطالباً بتشريع قانون بتشريع قانون يمنع لبس العمامة في مجلس البرلمان قائلاً( هذه السلطة إذا تمكنت ومجلس النواب اذا تمكن، أيضا ننصحهم، نصيحة لهم نصرة للدين، نصرة للمذهب السني، الشيعي نصرة للأخلاق، صدّروا كما صدّرتم، بيان، قرار، قانون لعدم الاعتداء على المراجع على الرموز، الان صدّروا شيء وانتم تمنعون استغلال الرمزية الدينية الرموز الدينية في الانتخابات وفي الترجيحات وفي المناطحات والمساجلات والصراعات السياسية، فنحن نطلب منهم، ننصح هؤلاء، كل من يصعد الى مجلس النواب يخلع الزي، هو اما رجل دين يمارس العمل الديني هناك واما اتخذه على نحو الزي، انت تهين الدين تهين العمامة، يوجد زي عقال يوجد قلنسوة البس (عرقجينة) البس لك جراوية حط لك غترة على رأسك ما عندنا مشكلة، اما ترتدي الزي وأنت تمارس العمل السياسي تلبس الزي وأنت تجلس في مجلس النواب هذا ليس له علاقة بالحرية”وتساءل سماحته عن سبب لبس الزي الحوزوي في مجلس النواب بقوله: “انت اما رجل دين واما رجل سياسة فاسق سارق مجرم ظالم قاتل مليشياوي تكفيري هذا واقع الحال الذي شاهدناه فلماذا ترتدي العمامة هل تريد ان تخدع الناس ام تريد ان تخدع نفسك؟ فإذا كنت رجلا سياسيا فالبس ما يلبسه اهل السياسة واذا كنت رجل دين فاترك السياسة واذهب الى عملك الديني، على اقل تقدير عندما تمارس العمل السياسي، تقول أريد ان أجلس في البيت، أذهب عصرا أصلي في مسجد المنطقة الخضراء، ارتدِ الزي، في حال كونك تمارس العمل الديني كرجل دين ارتدِ الزي اما خارج هذا العنوان عيب عليك تسرق وانت ترتدي العمامة” وأضاف “ومن تريد أن تخدع؟ هو الشعب الآن زاع العمامة، وهذا دليل الآن ستكشف لكم النتائج ان شاء الله قريبا، لا نعلم قريبا ربما بعد كم عام؟، لكن اذا كشفت ستعرفون كيف الناس نفرت عن الدين وعن التوجيهات الدينية وعن المرجعية وعن فتاوى المرجعية”)