22 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

ابطال .. كتبوا التاريخ بمواقف من ذهب

ابطال .. كتبوا التاريخ بمواقف من ذهب

في تشرين الاول من عام 2014، ذلك الصباح المشؤوم الذي ضج العالم فيه ، وكان الريب والخوف فيه يقتل الحياة ،استيقظنا على إخبار تفيد بان تنظيم داعش الإرهابي استولى على مدينة الموصل بأكملها ، وان الجيش العراقي قد انهار.

بعد أيام قليلة أصدر المرجع الديني أية الله العظمى السيد علي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي ، التي دعت من يستطيع حمل السلاح الدفاع عن ارض المقدسات والحضارات.

لم أنسى ذلك الموقف ،حين رأيت جموع الإباء والأمهات والأطفال ، وهي متجمعة حول المركبات التي حملت شيبان رسمت تجاعيد الزمن على وجوههم ، وشباب بعمر الورود يذهبون إلى مصائر مجهولة ، ودموعهم المترقرقة في أعينهم وهم يودعون ويفارقون الأحبة،

لم أنسى نداء تلك إلام وهي تقول لابنها يابني :

انك لم تبلغ الحلم بعد ؛ لمن تتركني ؟ وأبوك في السابق أيضا تركني ورحل .

بين بكاء وعويل بقيت النساء والأطفال فقط تسكن الدور .

رجال العراق اليوم يستردون الأرض والعرض بعد مخاض ثلاث سنوات من تاريخ ذلك الصباح ، إبطال دخلوا التاريخ بكلمات من نور وذهب ، لن نقول بطل حشد شعبي ولا بطل الجيش العراقي ولا بطل أشوري ولا مسيحي ، نعم أبطال فقط ، ضحوا بأرواحهم وبعوائلهم، بالغالي والنفيس .

الذين اثبتوا للعالم إن حضارة وادي الرافدين لم ولن تندثر ، حضارة سومر وأكد وأشور ، ومازالت ارض العراق خصبة ولادة لرجال كتبوا مجد أخر لأرض العراق ، لا يهم من يريد إن يلوث ذلك بأقلام قذرة وهابية وإعلام مغرض ، فالبندقية تشهد لكم .

الكل يعلم ويشهد إن المنقذ والمخلص الوحيد للعالم اسود العراق ، فلولاهم لانتشر الورم السرطاني الداعشي ليصيب كل الدول المحيطة والأوربية الممولة لداعش ، التي تمرد عليها وخرج عن سيطرتها ، وهذا ماتثبته التفجيرات التي تتبناها داعش في تلك الدول .

لاحت بشائر نصرهم ، وإزهاقهم لأرواح نجسة دنست طهارة العراق , ضحوا بدمائهم لتبقى كل امرأة عراقية شامخة الرأس حرة , ليبقى كل طفل يتيم مبتسم ،ليستردوا حق شهداء سبايكر وكل شهيد مازالت روحه بيننا تطالب بدمائها ، فلترقد أرواحكم بسلام .

رجال في سوح القتال اسود ثائرة غير آبهيين للحر الشديد والعطش ونقص الغذاء ،تارة تجدهم خلف السواتر وتارة أخرى يسطرون أروع صور الإنسانية للنازحين .

أحدث المقالات