كللٌ و مَلَل يكادُ يصيب معظم المِلل جرّاء ما تعجّ وتضجّ به القنوات الفضائية العربية والمواقع الإخبارية , حول عمليات اختراقات البريد الألكتروني او حساباتٍ لمسؤولين عرب والتي غدت كأنها من متطلبات موضة السياسة الخليجية ! . ولسنا هنا بصدد إعادة التذكير بأنّ بداية العملية الأختراقية كانت حين إدّعت دولة قطر بأنّ وكالة الأنباء القطرية قد جرى اختراقها وجرى عبرها تحريف لتصريحات الأمير , لكنه لا يبدو عبثاً او مصادفةً أن يتبع ذلك اختراق حساب سفير دولة الأمارات وفي واشنطن تحديداً .! في الوقت والظرف الذي يشهد حملة اعلامية شبه شعواء بين دولة الأمارات والسعودية من جهة , وقطر من الجهة الأخرى , ويعقب ذلك اختراق البريد الألكتروني لوزير خارجية البحرين ” الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ” . وإذ نراقب الأوضاع الجارية من حافّات هذه الدوّامة العربية القابلة للإتّساع , فنؤشّر ونشير الى أنّ من ابرز سمات التخلف الدبلوماسي العربي هو عدم استخدام البريد الأكتروني في القضايا الحساسة بالرغم من عدم امكانية السيطرة على الرسائل الواردة , ثمّ الم يتّعظ المسؤولون والسياسيون العرب مّما تفضحه وتنشره وثائق ويكيلكس .!
قد تدرك الدبلوماسية العربية او لاتدرك , وربما لا تميّز كثيرا بين اختراقات ” الهاكرز ” وبين ما تقوم به اجهزة مخابرات بأسم هؤلاء القراصنه , وهذا ما حصل مؤخراً ! وكان لا بدّ من ايجاد وسائل اتصال اخرى حتى لو كانت غير الكترونية .
وبقدر تعلّق الأمر بالعراق , فليست هنالك من دواعٍ للتفكّر لإحتمال حدوث اختراقٍ في جانب الأتصال الدبلوماسي وسواه كذلك , حيث العراق ” للأسف ” مخترق من أخمص قدميه الى رأسه وفي كلّ زاويةٍ من زواياه , لكنه للأنصاف واحتراماً للحقيقة فأنّ معضلة الكهرباء المزمنة والتي تبدو وكأنها مؤبدة , فمن المحال كشف وفضح الجهة التي تقف من خلفها , ولأسبابٍ تستعصي على عتاة ” الهاكرز ” من مختلف جنسيات العالم .!