19 ديسمبر، 2024 1:56 ص

الجزائر إختارت رئيس جمهورية.
لبنان إختارت رئيس وزراء.
وقبلهما تونس إختارت رئيسها.
ولا يزال العراقيون يعجزون عن الإختيار!!

فأين العلة ؟
ولماذا يتفق العراقيون على أن لا يتفقوا؟!!

من المعروف تأريخيا وسلوكيا أن التظاهرات الجماهيرية أو الثورات الشعبية تلد قادتها ورموزها , وينبثق منها مَن يمتلك قدرات ومهارات التعبير عن تطلعاتها.

أما في العراق فأن هذه الآلية السلوكية ربما لا وجود لها ولا دور في صناعة الحاضر والمستقبل.

ذلك أن الذي يأتي بقادة البلاد قِوى خارجية إقليمية وعالمية , مما يعني أن البلاد بلا سيادة ولا إرادة سياسية ولا قدرة على تقرير المصير.

وهذا ربما ما يميز العراق عن الدول العربية الثلاثة المشار إليها أعلاه.

ويعني أن الجماهير لا قيمة لها , فهي وفقا لمفاهيم إفتراس البلاد , عبارة عن أرقام تابعة لعمائم مرهونة بإرادة القِوى التي تسعى لتأكيد مصالحها , والوصول إلى أهدافها على حساب كل شيئ في البلاد.

والعلة برزت بعد فوات الأوان , أي بعد أن تمت المتاجرة الكبرى بالدين والمذهب والفئة , وتمرير أجندات إنتخابية ودستورية لتكريس السلوك الإستلابي.

وعندما جاء جيل جديد , وتبين له الخيط الأبيض من الأسود , فثارت ثائرته , وإنطلقت إرادته هادرة بوجه المصدات والسدود والمعوقات والآفات البشرية الفتاكة , التي لا ترحم حتى نفسها , وتقتل أبناء شعبها وملتها بعدوانية سافرة , ووحشية مروعة دون وازع أو ضمير , حصلت المنازلة المصيرية التي تريد إستعادة وطن إلى شعبه ومواطنيه , ومن حقهم أن يكون فيهم ويكونوا فيه وبه.

وعليه فأن الحالة ستكون كما إنبثقت بأعماق الشعب , ولن تدور عقارب التوثب إلى الوراء , ولن تستكين للقهر ولأعمال العدوان التي لا تخطر على بال البشر , وأكثرها ذات عمائم تقطر دما وحقدا وكراهية شنعاء.

وإنه لعصر فيه الشعوب تقرر مصيرها وتمتلك أوطانها بإرادتها الحرة الشماء!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات