18 ديسمبر، 2024 9:36 م

الذي لا يتمكن من حماية مدينته لا أحد ينوب عنه في حمايتها , والذين يطالبون الآخرين بالحفاظ على معالم مدينتهم , يقدمون بطاقات دعوة لغيرهم لتدمير مدينتهم.
فالمدن بأبنائها , والمدن بأهلها , فإذا لم يغار هؤلاء على مدنهم فلا يوجد مَن يغار عليها سواهم.

فلماذا ينهمك أبناء المدينة بالمطالبة , ولا يعكفون على المواظبة والجد والإجتهاد , وتشكيل اللجان وعقد الندوات والمؤتمرات , التي تنمي الوعي وتحفز الناس على معرفة مدينتهم والإهتمام بها والمحافظة على موجوداتها ومعالمها ونظافتها وجمالها , والتكاتف والتفاعل الإيجابي لإظهارها على أحسن ما يمكنها أن تظهر عليه.

وفي هذا الموضوع هناك فرق كبير بين كيف يفكر أهل المدينة في البلاد العربية وأهل المدينة في البلاد الغربية.

فالعرب عموما يتّكلون ويعتمدون على الآخر وهو الحكومة , ويحررون أنفسهم من الدور والسؤولية والعمل والإبداع والمساهمة الحية في تطوير مدينتهم.

بينما أهل المدينة في البلاد الغربية , يحرصون على العمل الجماعي ويشعرون بالمسؤولية ويعتمدون على أنفسهم , فإذا أرادوا إنشاء مشروع تدارسوه وتظافرت جهودهم وإنطلقت حملات التبرعات.

فتراهم كخلايا النحل قد إجتمعوا وناقشوا وقرروا , ووظفوا الجهود والإمكانيات للوصول إلى الهدف المرسوم , ولا علاقة للحكومة بما يجري , وإنما هو جهد وإجتهاد أبناء المدينة ضمن الضوابط المعمول بها فيها.

ولهذا فأن الآخر يتعجب عندما يرى أبناء المدينة يقومون بمسيرة يطالبون فيها غيرهم بالحفاظ على معالم مدينتهم وتطويرها , ولا يطالبون أنفسهم ويتحملون المسؤولية للإنطلاق بمدينتهم إلى حيث يطمحون ويرغبون.

إنها عاهة المطالبة التي تعصف بالواقع العربي وتحجب عن الناس وضوح الرؤية ووجوب المسؤولية والعمل.

فهل من إرادة فعل عزوم , لا مطالبات بَشرٍ مهزوم؟!!