الذي لا يتمكن من حماية مدينته , لا أحد ينوب عنه في حمايتها , والذين يطالبون الآخرين بالحفاظ على معالم مدينتهم , يقدمون بطاقات دعوة لغيرهم لتدميرها.

المدن بأبنائها , وبأهلها , فإذا لم يغاروا عليها  , لا يوجد غيرهم مَن يغار عليها.

فلماذا ينهمك أبناء المدينة بالمطالبة , ولا يعكفون على العمل بالجد والإجتهاد وتشكيل اللجان وعقد الندوات والمؤتمرات , لتنمية الوعي وتحفيز الناس على معرفة مدينتهم والإهتمام بها والمحافظة على معالمها , ونظافتها وجمالها , والتكاتف  والتفاعل الإيجابي بإظهارها على أحسن ما يمكنها أن تظهر عليه.

وهناك فرق بين كيف يفكر أهل المدن في الدول العربية وأهلها في الدول الغربية.

ذلك أننا نتكل على الحكومة وحسب , ونحرر أنفسنا من مسؤولية العمل والإبداع , والمساهمة الحية في تطوير المدينة , بينما أهل المدن في الدول الغربية , يشعرون بالمسؤولية تجاه مدنهم ويعتمدون على أنفسهم , وإذا أرادوا إنشاء مشروع تظافرت الجهود وانطلقت حملات التبرعات , فتجدهم كخلايا النحل , إجتمعوا وناقشوا ووظفوا الإمكانات للوصول إلى الهدف المرسوم .

ولهذا فالآخر يتعجب عندما يرى أبناء المدينة يقومون بمسيرات , يطالبون فيها الحفاظ على معالم مدينتهم وتطويرها.

ويتساءلون: يطالبون مَن؟

لماذا لا يطالبون أنفسهم , ويتحملون المسؤولية , للإنطلاق بمدينتهم إلى حيث يطمحون ويرغبون؟

إنها عاهة المطالبة العاصفة بواقعنا , والتي تحجب عن الناس وضوح الرؤية , ووجوب المسؤولية والعمل.

فهل من ثقافة مدينة في دولنا؟!!