يحكى أن تلاً صخرياً كبيراً, فاصلاً بين قريتين متقاربتين جداً, كان أهل القريتين يعانون منه, لأنه يعرقل حركة التنقل بينهما, ففكر أحد الحكماء, في طريقة لإزالته, ووضع لوحة الى جانب التل الصخري, مكتوب على وجهيها ( كل من يحمل صخرة يفرح قريباً) فكان كل من يقرأ العبارة, يحمل صخرة معه في الذهاب والإياب, ثم يرميها بعيداً, وبعد مدة فرح أهل القريتين, بزوال التل الصخري.
التل الكبير من المعوقات, والتراكمات في القطاع الٌإقتصادي, مرده التلكؤ في عمل المؤسسات الٌإقتصادية, وضعف الجهاز الرقابي, وإنعدام الشفافية في تقديم المعلومات, حول عمل الشركات, والمنشآت العاملة في القطاع الإقتصادي, والإستخراجي حصراً, وبالتالي عدم رضا المواطن, عن إستراتيجية إقتصادية, لا تهدف في جوهرها مصلحة البلد, وقلة الدعم الإعلامي, والذي جعل العمل في وزارة النفط سابقاً, أقرب ما يكون الى المزاجية.
الوعي الإقتصادي, هو الأداة الناجحة والفاعلة, في التصدي للتحديات الراهنة, بحيث يمكن أن تلعب دوراً مهماً إيجابياً, في تخفيف معاناة المواطنين, وخلق حالة من الرفاه الأجتماعي, وذلك يعني مساهمة الجماهير, بإصرارها وإرادتها, لتحقيق مشاريع عملاقة, تسهم في إيجاد فرص إستثمارية, وتعميق فهم معاني الإنتماء والمواطنة, والقضاء ولو بنسبة قليلة, على معدلات البطالة والفقر, لدفع عجلة التنمية الإقتصادية نحو الأمام.
إن متطلبات المرحلة, التي يمر بها عراقنا الجريح, تتطلب أن يحمل كل واحد منا, صخرة ولو صغيرة أو حجراً, ويلقي به خارج العراق, وتحت أي مسمى, (الفاسد, والمرتشي, والراشي, والمتآمر, والخائن, والفاشل ) لفتح الطريق, أمام الشرفاء, ومبادراتهم وقراراتهم, التي من شأنها تحسين الواقع الإقتصادي, والوصول الى بر الأمان, لضمان مستقبل العراق, ورفاه أجياله, بشكل يضاهي البلدان المتطورة, وبسرعة كبيرة.
تعجيل حركة التنمية الإقتصادية, وجعلها مستدامة بشكل أدق, بعيداً عن هدر الموارد الإقتصادية ومتعلقاتها, وتحديداً القطاع النفطي, يبدأ من رمي الأحجار, بوجه الشياطين, وتبني سياسة جعل الحياة أفضل, بباقة منوعة من الإنجازات, والمشاريع الإستراتيجية, التي تلقي بظلالها, على قرى ومدن, ومحافظات العراق كافة, وسنفرح قريباً, وهذا يعتمد على طريقتنا, في جمع ورمي الصخور, لبناء إقتصاد متين, قادر على مواجهة الطوارئ.