نعيش اليوم عصر البلبلة, و إختلاط الأوراق, وهذا أصاب كثير من الدول, وقد أراد الباري, أن نكون في هذا العصر, قدوة المسلمين, و لا نكون غافلين عن دبيبها, فينتشر الأمر, ويعجز المخلصين أن عن ابعاد شرها, بسبب سوء نوايا الأحزاب السياسية والعصابات التكفيرية, القائمة على نزاعات دائمة, , ويكيد بعضها لبعض, على سبيل التسلط بالحكم, وإستلام المناصب .
أنشأت الأحزاب إعلام و صحافة خاصة بها, للتشهير بمن يخالفهم, يقلبون الحقائق, وينشرون الكذب, وتقذف ألسنتهم و أقلامهم السم بالحديث, فيحرفون حقائق أعمال غيرهم, إبتغاء مرضاة أصحاب الأمر في الأحزاب, لتجذب الناس إليها, فيتلوثون معهم بالخبث, والحقد الدفين المبرمج, بدوافع الإستعمار والصهيونية .
فرضت علينا المرحلة الراهنة نوع جديد من الإعلام لقنوات مأجورة, ترتدي ثوبا جديدا, يروق لناظريها من بعيد, ويتظاهرون بالبراءة والخشوع, وطلب الخير للناس, والنفع للبلد, وخلالها يدسوا السم رويدا, وساعة بعد ساعة, حتى يستساغ المذاق, ويتخيل لهم الناس يطلبونه, ويجندون لهذا الخبث جمع من الإعلامين والصحفيين والكتاب المأجورين, اللذين ضلوا عن حقيقة أنفسهم, وأفسدتهم المدارس الأجنبية .
بلاء الفتن.. لم نجد اليوم من يكشف عن نواياه الخبيثة وأساليبه, وعن دبيبه في الرأي العام, الذي يمثله رواد من الكتاب والعلماء, خلت قلوبهم من التقوى والحق, خالفوا ونكروا الحقيقة, أسودة قلوبهم, و إستلموا مناصب في الدولة, لأنهم من أتباع الأحزاب السياسية, التي تقود البلد, وهنا تكون الكارثة, والدمار, وتجعل البلد على الهاوية لسياستها الخاطئة .
يتعرض الشعب العراقي, بداية لخلق الفتن والبلبلة, تنتشر بين المتظاهرين, ليختلط الأمر بالخداع, أثناء المجالسة و إستدراج الحديث والنقاش, ليبثوا سم الخبث, الذي يحملونه, وينتشر لضعف الإدراك, وإخفاء الحقيقة, ويستهدفون بالإساءة أصحاب الرأي الصادق, أبناء المرجعية الدينية الرشيدة, اللذين يحملون هموم العراقيين, ويدافعون لإنقاذ العراق بكل المحافل, ومطالبتهم بوحدة الصف العراقي وأطيافه, الدفاع عنهم, لتصحيح الأخطاء التي ترتكب بحقهم, و تقييم المجتمع للطريق الصحيح, وإنقاذه ما يمكن إنقاذه من سموم الخبث المأجور, يستكبرون ويعوضون عنك .
العراق اليوم أحوج ما يكون إلى الإعلام الحقيقي, و الصحافة الحرة والإذاعات, والقنوات الصادقة, التي تدافع عن الحق والكلمة الصادقة, يخلصون لهذا البلد, ويرسمون الطريق السليم, البعيد عن كل الملوثات للجيل الجديد, لكشف الفاسد والسيء, والإستعداد لما وعدنا به الباري, لضهور المصلح في الأرض, ليعيد ما ينقصها من أمور الإصلاح , ومشاعر تهوى قلوب الموفقين إليها, وسعادة لمن نالها, فيتنافس المتنافسين, فهذا ما يحثنا عليه الاسلام .