23 ديسمبر، 2024 10:40 ص

إحذروا الثعلب الأحمر

إحذروا الثعلب الأحمر

الثعالب حالها حال الحيوانات الاخرى، متعددة الأنواع والالوان، تعيش في كثيراً من البلدان، الا اننا أينما وجدنا قصة او حكاية عن الثعلب وَجدنا صورة للثعلب الأحمر، لأنه من اكثر الثعالب مكراً وخداعاً، لذلك نجده في كتاب القراءة للصفوف الأولية، وفي أفلام الكرتون للأطفال!

اعتاد الحسني على مهاجمة المرجعية الدينية بصورة مستمرة، من خلال كيد التهم والكذب والتدليس عليها، لعلمه جيداً انها لا ترد عليه مهما تحدث عنها بالزور والبهتان, وَلا تكذب اقواله ترفعاً، هذا الامر بذاته يعتبره الحسني باب من أبواب كسب اموال السحت، باعتبارها الخطر الأكبر الّذي يهدد حزبه، كما يهدد مصير من يدعمه خلسةً.

عندما نجح اليهود في السيطرة على الحكم في بريطانيا، وامتداد أذرعهم في جميع مفاصل الدّولة، بعد إعدام ملكها وزوجته، كما يذكر الكاتب (وليام جاي كار) في كتابه الشهير (احجار على رقعة الشطرنج) الذي صدر عام (١٩٥٥) الذي يكشف دور المنظمات العالمية في صنع الثورات، والحروب التي احدثت الخراب والدمار للشعوب في العالم من اجل السيطرة عليه.

المسلمون عدوهم الاول بالعموم، والشيعة بالخصوص، لأنهم حتى وان سيطروا على بعضهم، لا يمكنهم السيطرة على غالبيتهم.. عليه يجب ضرب مراكز القوة لدى الشيعة، وأهم تلك المراكز مرجعيتهم الدينية في النجف.. لذلك تراهم وبصورة مستمرة يدعمون شخصيات شيعية تدعي التدين، او ممن ارتدى العمامة، وفتحوا لهم قنوات فضائية اعلامية، لزرع الفتنة الطائفية، واستهداف المرجعية من جهة اخرى، وبذخ هائل للأموال على تلك النكرات، واضعين أمامهم المرجعية الدينيّة هدفاً اساسياً.

من أولئك المأجورين (علي سنبه الذي يسمي نفسه بسليم الحسني) ولمن أراد التأكد من ذلك فليراجع مقالاته وكتاباته، حينها سيجد المرجعية الدينية هدفه الأساسي، الذي يركز عليه هو وامثاله بصورة مستمرة، والهدف الظاهري هو جميع من يتصل بالمرجعية من قريب او من بعيد، او من يمثلها او يرتبط بها، سواء كان ذلك الارتباط والتمثيل على اساس الحوزة او العمامة او على اساس الدم.

لو اطلع القارئ على مقال الحسني الاخير (في بيت المرجع تاجر حروب) سيجد انه جعل المعني وعائلته، باباً لمهاجمة أحدى المرجعيات الكبيرة.

افتتح مقاله بتمجيد مرجعية تاريخية كبيرة، في محاولة واضحة لإستجلاب عاطفة القارئ، وإيهامه انه يحترم ذلك العنوان، الا ان الثعلب أراد غير ذلك، فقام بالهجوم المبطن على تلك العائلة المرجعية العلمائية العريقة، المعروفة لدى العراقيين بالخصوص، والشعوب الاسلامية بالعموم، فهم لا يحتاجون الى شهادة الحسني وامثاله من المأجورين.. لكنه الثعلب الأحمر المعروف بمكره وحيله إيهام القارئ.

هناك من عمل على استغلال قلم الحسني وعدائه للمرجعية الدينية، وأخذ يغدق عليه المال من اجل تضعيفها والنيل منها، وفِي نفس الوقت ينال ممن يعتبرهم خصومه الأشداء ممن ينتسبون الى تلك العائلة.

لو راجع القارئ مقالات الحسني، لم يراه يتحدث عن اَي شخصية دينية كانت او سياسية خارج دائرة مرجعية النجف، او ممن يأتمرون بأمرها، او ممن كانوا تحت عبائتها، حتى في مقالاته التي هاجم فيها (عادل عبد المهدي)، فلقد صب جام قلمه على الاخير في محاولة تسقيطية بيّنة، عندما رشح بعض الوزراء اللذين عليهم تهم ارهاب وفساد، لكنه لم يتطرق للذين رشحوهم وفرضوهم عليه جهراً امام الملأ، كل هذا لأن عبد المهدي كان في السابق ينتمي إلى خط قريب من المرجعية.

لَم يستهدف في كتاباته اَي من الشخصيات الكبيرة المعروفة بفسادها السياسي والمالي، لأنهم والمخابرات البريطانية مصدر تمويله، اللذين ما زالوا يرسممون له خارطة كتاباته، التي ما انفكت عن مهاجمة المرجعية والنَّاس الشرفاء، فتراه ينسب لها كل سيئة ويبعد عنها كل حسنة.

يبقى الحسني على نفس الشاكلة من المكر والخداع للمتلقي الجاهل، الذي لا يميز بين الناقة والجمل، وبنفس الأسلوب القذر الذي يكسب من خلاله المال الحرام.