23 ديسمبر، 2024 8:48 م

عام كامل من التظاهر والإعتصامات, خطابات تعتريها التهديدات بإسقاط العملية السياسية برمتها, توصف بأنها فقاعة سرعان ما تتبدد, ترفع رايات سود كقلوب أصحابها, وكأن العالم لا يرى ولا يسمع, سكان المناطق الغربية إعتبروها انتفاضة, سواء بارادتهم أو رغما عنهم.
تشكلت أثناء هذا العام من العواصف الراكدة في أماكنها, العديد من اللجان الحكومية, للنظر بالمطالب التي قالت : أن بعضها كان مطالب حقيقية ستعمل على تحقيقها.
فجأة نرى أن إتفاقا يجري مع بعض قادة المنصات, من أجل إنهاء ساحات الذل والمهانة, لإختراقها من قبل الارهاب العالمي.
بين يوم وليلة أصبح المحرض وطنياً, والقاتلُ مجاهداً! فضاع الحق, لتبدأ صفحة جديدة من صفحات هدر الدماء وتناثر الجثث.
نارُ, دخانٌ, دمارٌ وخيانه, في ظرف حرج قبيل الانتخابات البرلمانية, رفع الحواجز قبيل إقتحام الساحات! التي قيل إنها تحوي, على أكثر من ثلاثين يمثلون قيادات إرهابية.
إنتشر فيروس الارهاب بعد أن كان محجوزاً خلف ألحواجز, وانتقل الى المجتمع الذي لم يأخذ جرعة المناعة ألوطنية, لتحصينه ضد المجاميع القاتلة.
أشيع أثناء عام دخول قوات من سوريا تسمى بداعش, فاعتبرتها الحكومة مجرد أقاويل, كون المسؤلين الأمنيين صرحوا: أنهم مسيطرون على الحدود, ولا أثر للدواعش.
يتم سحب فرقتين من الأرض ألملتهبة, متجهة الى نينوى الحبيبة, إضافة لما فيها من فرقة وقوات امنية أخرى, من أجل مواجهة خطرٍ مرتقب!
على حين غرة تتبخر القوات الأمنية, لتحل بدلها كواسر الإرهاب, المسماة بداعش موغلة في القتل مع سلب المصارف والآثار, إضافة للآليات العسكرية المتروكة بدون حماة.
عام كامل قضيناه في حل الأزمة, ولم يتدخل العالم الغربي, بل كان الحكام العرب هم من يلوحون بتمزيق العراق, متناسين أن أبناء هذا البلد, هم الذين حَموا دمشق من السقوط عام 1973.
لا ندري هل تحولت دويلة الصهاينة بَدل العراق؟ هل أصبحت بغداد هي تل أبيب كي يتم تحريرها؟ أم أن الصهاينة هم من يهجمون لإكمال مخطط دولتهم, من النيل الى الفرات؟
الغرب الصامت المنجمد, قد تحركَ كأن ناراً أوقدت تحت الثلج, دخل عملية التسامي! حيث وصل بخار المسؤولين الى العراق وسوريا والسعودية! الكل يلهث بكلمة واحدة, الحل يجب أن يأتي سياسياً! فيما نرى محافظة بكاملها, وأجزاء أخرى من محافظات أخرى, تنفصل كأمر واقع نتيجة لإنتكاسة الجيش العراقي, حيث أول ما يتبادر للذهن, أنها مؤامرة دُبرت بليل.
فهل سيكون الحل السياسي علاجاً, ليلملم الشمل, كي يُصار إلى حل لغر المادة 140؟
ندعوا الله ان يحفظ أبناء العراق وأرض العراق, فالمخطط كبير ولا يقف عند دمشق أو بغداد, فالأهم درء الخطر عن البنت المدللة إسرائيل, التي لم تخف يوما أكثر من خوفها, رؤية الجيش العراقي يرتقي سلم التفوق.
فإذا من قام بذلك دواعش, فما هو دور العشائر, التي كانت تدافع عن حقوق الحرائر؟ أم أن الغيرة قد تبخرت فجأة؟ هل أن داعش هي رأس الحربة كما يراها البعض؟ تضرب ضربتها لتسلم البلد للبعثية والخونة, لتنقض عليهم بعد حين؟ فكما رأينا “أكو رجيجيل ورجرجه, فإن في العراق رجالاً مؤمنين ذو شهامة ومروءة.
نسأل الخالق الرحمن الرحيم, أن يهدينا وإخوتنا, إى سبيل الحق ولا نكون كداعش, إنه هو السميع البصير.

*[email protected]