إنقلاب على من ، وإنقلاب ضد من ؟ ومن هو المنقلب على المقلوب ، ولما ينقلب ، فالمقلوب سائدا في كل مكان والصحيح إنقلب على الصحيح بقصد التصحيح ، وبات الصحيحان مافيهم صحيح ، أنا بحاجة لتصحيح عنوان المقال ، من( إجهاض محاولة إنقلاب ) إلى (إنقلابات متواصلة ) ، متنامية تنتشر مقلدة إنقسام خلايانا التي تنقسم على نفسها ، كتلة الاحزاب أمست كتل غير متكتلة وانفرط عقدها وإنكشفت خيوط برامجها الواهية ، وزعماء الكتل باتوا أنقاض تهرت تحت سقوف برامجها الثقيلة التي إنهارت على روؤس كتلهم بفعل تجمدها في قواقعها الكبيرة ، والاحزاب الكبيرة إستصغرها من كبرها بعد أن إنكشف محتوى جوفها الاجوف ، والاحزاب الصغيرة المؤتلفة بحثا عن مكان يأوي زعيمها في دثار البرلمان ، أصبحت في خبر كان ، والناخبون كشفوا زيف زعمائهم ولاذوا بالصمت تدينا بدين اللامبالات والقنوط والحرمان وليكن مايكون ، ويتبع ماكان ، ولكني بعد هذا العرض البسيط قررت أيضا أن أغير العنوان ، الناخبون إنقلبوا وقلبوا صناديق الاقتراع ، إذن فهو (إنقلاب الشعب ضد الديمقراطية ) ، ترى ماذا يريد الشعب بإنقلابه الابيض ، ضد عقد كامل من ديمقراطية الاطفال والصبيان ، شجار دائم وزعل مستمر وشتائم متبادلة وقرون ذكورية تتكسر في كل المواسم ، بحثا عن غنيمة أو غنائم من كم كبير من القطعان ، مجلس المحافظة ضد المحافظ ، والمحافظ ضد المركز وضد القوة التي تحمي المحافظة وضد شعب محافظته الفاقدين للأمن والخدمة وحق الانسان والبيئة والحيوان ، وشعب المحافظة ضد هذا وذاك أنهكته الوعود العرقوبية وعرقوب المحافظة دونه عرقوب العرب الشهير، وهذا وذاك في تصارع موصول لا هدنة فيه ، ولا أحد منهم رفع الراية البيضاء ، أو قام أحدهم بإنزال الرايات الحمراء ، الشعب يريد الديمقراطية ، يريد الحرية ، ولكن ليس بكل الاثمان ، الشعب كاره لطفولية السياسيين ومراهقة زعماء الكتل ، وتعليق المعظلات بإنتظار سنين قادمة أخرى ، قد لايتغير المشهد فيه ، فالفروسية السياسية العراقية إندلقت علينا ممن لانعرفهم ولايعرفونا ، فكانت وبالا على من إنحدر بتطوره من الناس ولازال يجهل أنه كائن إسمه إنسان ، يفترض أ ن يخدمه رئيس دولته وحكومته كخدمة العبيد للأعيان ، هو الافتخار والسمو أن يخدم عالي القوم من إختاروا له العز والمكان ، ولكننا في العصر المقلوب ، شعب يخدم الفرد ، والفرد وحده إنسان ، وبقية الناس أثاث مستهلك في فناء الوطن ، جاهز للتدوير أو الحرق ، او يترك لتفعل به التعرية الزمنية وتحيله حطام أو أطلال ، كان يسمى شكلا من أشكال إنسان بلا حقوق إنسان السياسي طفيلي يريد أن يصل الى مايريد لا مانريد ، حتى ، لو إستعان بملوك الانس ، من الجيران أو من الذين تفوقوا على الشياطين وملك الجان ، إذن فهو (إنقلاب ضد المراهقة السياسية والطفولية العقلية ) ممن قبروا المسؤولية، هذا العنوان أفضل مما سبقه من عنوان ، لاعليك عزيزي القارىء لأريد أن أحشو مقالي بما تعرفه ويعرفه القاصي والدان ، مادام حالنا هو نفس الحال في كل الاحوال ، فهذا يعني أن الانقلابات كلها فاشلة ، ويتيمة وبلا عنوان ، وبعد هذا الا يستحق مقالي من هذا الباب أن يعنون بعنوان ( إجهاض محاولة إنقلاب ) .