23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

إجهاض محاولة إنقلاب

إجهاض محاولة إنقلاب

إنقلاب على من ، وإنقلاب ضد من ؟ ومن هو المنقلب على المقلوب ، ولما ينقلب ، فالمقلوب سائدا في كل مكان  والصحيح  إنقلب على الصحيح بقصد التصحيح ، وبات الصحيحان مافيهم صحيح ، أنا بحاجة لتصحيح عنوان المقال ، من( إجهاض محاولة إنقلاب ) إلى (إنقلابات متواصلة ) ، متنامية تنتشر مقلدة إنقسام خلايانا التي تنقسم على نفسها ، كتلة الاحزاب أمست كتل غير متكتلة  وانفرط عقدها وإنكشفت خيوط برامجها الواهية  ، وزعماء الكتل باتوا أنقاض تهرت تحت سقوف برامجها الثقيلة التي إنهارت على روؤس كتلهم بفعل تجمدها في قواقعها الكبيرة ،  والاحزاب الكبيرة إستصغرها من كبرها بعد أن إنكشف محتوى جوفها الاجوف  ، والاحزاب الصغيرة المؤتلفة بحثا عن مكان يأوي زعيمها في دثار البرلمان ، أصبحت في خبر كان ، والناخبون كشفوا زيف زعمائهم ولاذوا بالصمت تدينا بدين اللامبالات والقنوط والحرمان  وليكن مايكون ، ويتبع ماكان ، ولكني بعد هذا العرض البسيط قررت أيضا أن أغير العنوان ، الناخبون إنقلبوا وقلبوا صناديق الاقتراع ، إذن فهو (إنقلاب الشعب ضد الديمقراطية ) ، ترى ماذا يريد الشعب بإنقلابه الابيض ، ضد عقد كامل من ديمقراطية الاطفال والصبيان ،  شجار دائم وزعل مستمر وشتائم متبادلة وقرون  ذكورية تتكسر في كل المواسم ، بحثا عن غنيمة أو غنائم من كم  كبير من القطعان ، مجلس المحافظة ضد المحافظ ، والمحافظ  ضد المركز وضد القوة التي تحمي المحافظة   وضد شعب محافظته الفاقدين للأمن والخدمة وحق الانسان والبيئة والحيوان ، وشعب المحافظة ضد هذا وذاك أنهكته الوعود العرقوبية وعرقوب المحافظة دونه عرقوب العرب الشهير، وهذا وذاك في تصارع موصول لا هدنة فيه ، ولا أحد منهم رفع الراية البيضاء ، أو قام أحدهم بإنزال الرايات الحمراء  ، الشعب يريد الديمقراطية ، يريد الحرية  ، ولكن ليس بكل الاثمان ، الشعب كاره لطفولية السياسيين ومراهقة  زعماء الكتل ، وتعليق المعظلات بإنتظار سنين قادمة أخرى ، قد لايتغير المشهد فيه ، فالفروسية السياسية  العراقية إندلقت علينا ممن لانعرفهم ولايعرفونا ، فكانت وبالا على من إنحدر بتطوره من الناس ولازال يجهل أنه كائن إسمه إنسان ،  يفترض أ ن يخدمه رئيس دولته  وحكومته  كخدمة العبيد للأعيان ، هو الافتخار والسمو أن يخدم عالي القوم من إختاروا  له  العز والمكان ، ولكننا في العصر المقلوب  ، شعب يخدم الفرد ، والفرد وحده إنسان ، وبقية الناس أثاث مستهلك في فناء الوطن ، جاهز للتدوير أو الحرق ، او يترك لتفعل به التعرية الزمنية  وتحيله حطام أو أطلال ، كان يسمى  شكلا من أشكال إنسان بلا حقوق إنسان  السياسي طفيلي يريد أن يصل الى مايريد لا مانريد ، حتى ، لو إستعان  بملوك الانس ، من الجيران أو من الذين تفوقوا على الشياطين وملك الجان ، إذن فهو (إنقلاب ضد المراهقة السياسية والطفولية العقلية ) ممن قبروا المسؤولية، هذا العنوان أفضل مما سبقه من عنوان ، لاعليك عزيزي القارىء لأريد أن أحشو مقالي بما تعرفه ويعرفه القاصي والدان ، مادام حالنا هو نفس الحال في كل الاحوال ، فهذا يعني أن الانقلابات كلها فاشلة ، ويتيمة وبلا عنوان ، وبعد هذا الا يستحق مقالي من هذا الباب أن يعنون  بعنوان (  إجهاض محاولة إنقلاب ) .