23 ديسمبر، 2024 12:05 ص

إجراءات لا أمل من ورائها

إجراءات لا أمل من ورائها

بعد التصريحات العديدة التي أدلى بها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي حذروا ونبهوا فيها من خطورة الاوضاع في البلاد ومن إحتمال أن تندلع إحتجاجات قوية قد تنقلب إنتفاضة عارمة قد تکون أکبر وأقوى من إنتفاضة 15 نوفمبر2019، فإن هذا النظام وقبيل إحياء الذکرى السنوية لتلك الانتفاضة التي قمعها النظام بقتل أكثر من 1500 وجرح المئات واعتقال أكثر من 7 آلاف، فقد شنت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات وإجراءات قمعية بحسب ما أكدت منظمات حقوقية.
الملفت للنظر إن النظام الايراني الذي يسعى للإيحاء بأن إنتخاب جو بايدن للرئاسة الامريکية في صالحه وسيتم رفع العقوبات والعودة للإتفاق النووي لکن ذلك لم يمنعه من نشر وحدات من الباسيج والحرس الثوري في الشوارع وألزمت وحدات حراسة المؤسسات الحكومية بالالتزام بالدوام الكامل حتى أيام العطل، كما استدعى مكتب المدعي العام في بلدة بهبهان جنوب غرب إيران، العشرات من المواطنين بتهمة المشاركة في الاحتجاجات، حيث تم استجوابهم بتهم مزعومة تتعلق بالأمن القومي. ونشر ناشطون حقوقيون وثيقة تظهر استدعاء هؤلاء المواطنين للمثول أمام مكتب المدعي العام، وإلا سيواجهون ما لا تحمد عقباه إذا لم يحضروا بحلول الأربعاء. وکل هذا يدل على إن النظام يشعر بحالة غيرعادية من الخوف خصوصا وإنه يعلم بأن الشعب يغلي غضبا ضده وإن مجرد شرارة وأمر أو تطور ما قد يشعل النار في الهشيم ولذلك فإن الاجهزة الامنية في حالة إستنفار من أجل مواجهة أي تحرك من جانب الشعب الغاضب مع ملاحظة إنه إذا حدث شئ من ذلك القبيل فإن المسألة لن تکون بتلك البساطة أبدا.
أکثر مايقلق النظام الايراني ويصيبه بالصداع والارق والقلق البالغ هو إنه يعلم بأن التحرکات الإحتجاجية للشعب الايراني وبعد الصيغة والنمط والاسلوب الذي إتسمت بها خلال إنتفاضتي 28 ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019، هو إنها منظمة وليست کما کانت في إنتفاضة عام 2009 مثلا، ويعي النظام الايراني جيدا من إن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال وحداتها الداخلية العاملة في سائر أرجاء إيران تلعب هکذا دور، فإن خوف النظام يتزايد ويدفعه لإتخاذ الاجراءات والاحتياطات الامنية غير المسبوقة کي يواجه مختلف الاحتمالات ولاسيما بعد أن رافقت إنتفاضة نوفمبر عمليات مهاجمة مقرات الحرس والباسيج ومراکز أمنية ودينية تابعة للنظام وتم إضرام النيران فيها ولکن وکما کانت إجراءات وإحتياطات الاعوام المنصرمة لم تجد نفعا وفشلت في کبح جماح غضب الشعب لأنها ليست لاتعالج أصل المشکلة وإنما تزيد الطين بلة فإن الاجراءات الجديدة لن تکون بأفضل حظا منها أبدا!