في حديث لها قالت النائب عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي ( هنالك مجموعة اسئلة لم أجد لها إجابة لدى أي نائب أو مسؤول كردي سواء من حزب طالباني أم خارجه , هل الرئيس جلال الطالباني ميت أم حي ؟ وإذا كان حيّا لماذا يمنع أي شخص أو مسؤول من زيارته أو مشاهدته أو وجود تسجيل فيديو له ؟ وهل رئيس الجمهورية بصحة جيدة أم مشلول وعاجز أم فاقد للذاكرة ؟ وهل يعلم بأنه رئيس لجمهورية العراق البلد النفطي , وإنّ بلده يخوض حربا ضدّ الإرهاب ؟ وهل توجد دولة في العالم لا يعرف شعبها مصير رئيسه منذ سنة وأربعة أشهر ؟ وما السّر وراء إخفاء وضع الرئيس الصحي ؟ وهل يخاف الأكراد أن يخسروا منصب رئيس الجمهورية أم لديهم حسابات تتعلق بتقاسم المناصب في الإقليم ؟ وهل يتعالج الرئيس على حساب الدولة العراقية أم على حسابه الخاص ؟ وهل أجازته المرضية براتب ؟ ) .
أنا واثق أنّ لا أحد من المسؤولين سيجيب على تساؤلاتك سيدتي الفاضلة , لا لأنّ هذه التساؤلات غير مشروعة أو غير منطقية , بل لأنّ من يتوّجب عليهم الإجابة على هذه الاسئلة , هم مثلك سيدتي لا يعرفون جوابا لها , ولهذا سأسمح لخيالي بالإجابة عن هذه الاسئلة , ولكن قبل الإجابة عليها , أود أن أتوجه لك ببعض الاسئلة وأرجو أن يتسع صدرك لتقبلها والإجابة عليها لاحقا , أين كنت كل هذا الوقت ؟ ولماذا لم تطرحي هذه الاسئلة في مجلس النوّاب بعد انقضاء أول شهر بعد سفره , وأنت تعرفين تماما أنّ الدستور العراقي يوجب انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد ثلاثون يوما من خلو منصب الرئيس لأي سبب كان ؟ وما هو جدوى إثارتها في هذا الوقت تحديدا ونحن على أبواب انتخابات نيابية جديدة ولا يفصلنا عنها سوى شهر واحد ؟ ألم يكن الأولى برئيس مجلس الوزراء وبموجب صلاحياته الدستورية أن يدعو مجلس النوّاب لجلسة استثنائية لمناقشة وضع الرئيس الصحي ؟ ألم تتابعي وسائل الإعلام المختلفة التي تناولت هذا الموضوع منذ اليوم الأول لسفر الرئيس ؟ أم أنّ ضرورات السياسية تستوجب منّا أحيانا أن نغمض أعيننا ؟ .
سيدتي النائب .. الرئيس عندما نقل إلى ألمانيا كان في حالة غيبوبة كاملة ولم يفيق من هذه الغيبوبة حتى هذه اللحظة , ودليلي على هذا الاستنتاج هو عدم وجود أي فلم أو تسجيل صوتي يثبت إنّه تعافى لمدة خمسة دقائق , ومن يقول إنّه رأى الرئيس أو تحدّث معه فهو كذّاب أشر ومشترك بخداع الشعب العراقي , وأولهم طبيبه الخاص , ولو كان في حالة وعي ويستطيع الكلام لصرّح بذلك مسعود البارزاني الذي رآه قبل فترة قليلة , وهذا دليل آخر على إنّ الرجل لم يكن في حالة وعي أو قادر على الحركة , وهذه هي حقيقة وضع الرئيس الصحي , ولا أعتقد أنها خافية عليك , وعندما نتسائل عن وضع الرئيس الصحي , نقصد بذلك وضعه الدستوري والقانوني , فالدستور لا يسمح للرئيس الذي هو رمز سيادة البلد أن يغيب عن البلاد أكثر من شهر واحد ولأي سبب كان .
وفي حالة غيابه أكثر من هذه المدّة المحددة في الدستور , فهذا يوجب على مجلس النوّاب أن ينتخب رئيس جديد للبلاد بموجب المادة 75 من الدستور العراقي , لكنّ هذا لم يحصل , فقد توافق الجميع على رمي الدستور وسحقه تحت الأقدام , ولم يكلف أحد نفسه في الذود عن هذا الدستور وإيقاف هذه المهزلة , لكنّهم سيتنافخون حرصا على هذا الدستور عندما يتعلق الأمر بمصالحهم , وللأسف الشديد أنّ سيادة البلد لم تكن ضمن مصالحهم , فالجميع قد أدار ظهره لهذا الدستور , ويتحّمل مجلس النوّاب مسؤولية هذا الخرق الدستوري بالدرجة الأولى , يليه بالمسؤولية مجلس القضاء الأعلى ومجلس الوزراء .
أمّا فيما يتعلق بالجانب المادي فتيّقني أنّ دينار واحدا لم يستقطع من راتب الرئيس أو مخصصاته أو امتيازاته , وسؤالك عن فترة غيابه هل هي أجازة براتب أو بدون راتب , سؤال يثير الضحك ( مع الاعتذار الشديد على هذه الكلمة ) , فهذه الاجراءات القانونية تطبّق سيدتي النائب على الموظف الصغير فقط , وليس على الحيتان الكبيرة , فالقوانين في بلداننا لا تطّبق إلا على الصغار والضعفاء .
في الختام أقول لك سيدتي الفاضلة نحن دولة لا تحترم دستورها ولا قوانينها , والوطنية عندنا لعق على ألسنتنا نلوك بها حيثما تطّلبت مصالحنا , وبالمناسبة كاتب هذه السطور قد أثار هذه الاسئلة في العديد من المقالات , حتى بحّ صوته , ومنذ بداية مهزلة ما يسمى بمرض الرئيس , لكن ماذا نفعل فنحن ينطبق علينا قول الشاعر
لقد أسمعت لو ناديت حيّا ………………… لكن لا حياة لمن تنادي