بداية أقول لكل عراقي وطني شريف ،اياك ان تقع بفخ الطائفية مجددا ولأي سبب كان ، ولاتكن امعة تجري وانت مغمض العينين خلف كل ناعق في هذا البلد المبتلى حيث الوباء والغلاء والبلاء والرياء وشماتة الاعداء، فهناك وكما هو ملاحظ بأن التصعيد الطائفي بات ظاهرة مقيتة شبه يومية لايترك القائمون عليه فرصة من دون اقتناصها لهذا الغرض ، وغايتهم الأبرز هي الظفر بأصوات الناخبين -طائفيا،مناطقيا،قوميا،عشائريا،سياسيا – بما يضمن للطائفيين الحصول على المناصب والمكاسب المليارية لأربع عجاف مقبلة سيعيش خلالها العراقيون بنفس السوء الذي عاشوه طيلة الفترة الماضية برغم كل الوعود الزائفة التي ستقطع لهم كذبا وزورا ضمن الحملات الانتخابية،إن لم يكن أشد وأنكى، وعلى ما يبدو ومن خلال الشحن الذي لايتوقف بهذا الاتجاه فإن هناك المزيد من الصيحات و- الجقلمبات – الطائفية في جعبة الحالمين بالفوزعبر امتطاء صهوتها سيظهرونها تباعا في غضون الاسابيع القليلة المقبلة وهي تمثل زادهم ومتاعهم وغاية امانيهم ومحور حملاتهم ودعاياتهم فإياكم والوقوع في شراكهم وحبائلهم لأنهم نتنون ودعواتهم الى الفتن منتنة لعن الله من ايقظها ، وما ايقاظهم للطائفيات سوى للفوز بالانتخابات ، وللتعمية على المفاسد والمنكرات ، وللتغطية على الاختلاسات والسرقات ، ولتكريس الطائفية والمحاصصات ، ولإثارة الخلافات والنعرات ، اضافة الى حرف البوصلة عن الدعوة الى التغييرات والاصلاحات ..فاحذروا !
هؤلاء المفلسون وعلى الصعد كافة ممن يتخذون الفتن الطائفية المقيتة سلما لهم قد عاودوا العزف على اوتارها المتهرئة لحنا نشازا للفوز بالانتخابات على هذا الاساس فتراهم تارة يهددون بهدم تمثال هنا أو نصب هناك ، وتارة يطلقون تهديدات على حسابات الكترونية يديرها ذبابهم تتوعد بالنيل من هذا الجامع أو ذاك المعلم والتعرض لهما بسوء ليخلطوا حابلا بنابل ويثيروا هرجا ومرجا قد اعتادوا على العيش وسط دخانه وبركه الاسنة اذ ليس بوسعهم العيش في جو نظيف ولد آمن يسوده القانون والعدل والانصاف والسلم المجتمعي، واقول لهؤلاء ولعلهم في غفلة من أمرهم لا تلعبن بنار الفتن القومية والطائفية مجددا لأن الفوز بالانتخابات لايحتاج الى كل هذه العنتريات ، وانما يحتاج الى :
محاربة الفساد والافساد السياسي والمالي والاداري بكل اشكاله وصوره .
يحتاج الى العدالة الاجتماعية والى منع أصحاب الشهادات والسيفيات والجوازات والجناسي والهويات والعمائم والعقل الوهمية ، اضافة الى متعددي الجنسيات والولاءات والجوازات من الترشح للانتخابات.
يحتاج الى حصر السلاح بيد الدولة فقط لاغير.
يحتاج الى بناء المستوصفات والعيادات الشعبية والمراكز الصحية والمستشفيات الحديثة وبكامل تجهيزاتها بما يليق بالبشر .
يحتاج الى بناء جامعات رصينة ومتكاملة لتحقق النهضة العلمية المرجوة لهذا الشعب ولهذا البلد كسائر الدول حول العالم .
يحتاج الى بناء مدارس بكل مرافقها لتحقيق النهضة التربوية بعيدا عن المدارس الكرفانية والطينية وذات الدوام الثنائي والثلاثي والرباعي حيث المقاعد – المسمارية – والسبورات الخشبية والطباشير الغبارية والمرافق الصحية الحجرية !
يحتاج الى تعبيد الطرق والشوارع وبناء المجسرات واقامة الجسور وحفر الانفاق وإكمال انجاز المشاريع المتلكئة وهي بالمئات كل ذلك بعيدا عن سرقة الاموال المخصصة لها ، وعن بيع المقاولات اكثر من مرة ، وبعيدا عن حرق الطوابق المخصصة للعقود والاستثمارات وعدم تعليق الحريق على شماعة التماس الكهربائي كالمعتاد بما يسبق فتح التحقيق بشأنه والاخير بدوره سيغلق بذات السرعة التي فتح بها من دون التوصل الى الجاني كما جرت عليه العادة في عصر المظالم والظلمات .
– يحتاح الى بناء المطارات والموانئ الحديثة ، الى مشاريع السكك الحديد المتطورة ، الى مترو الانفاق والطرق السريعة والمعلقة ، الى تحديث وسائط وطرق النقل البرية والجوية والبحرية والنهرية .
يحتاج الى السيطرة الكاملة على النقاط الجمركية والمنافذ الحدودية واخضاعها للاتمتة ومراقبتها بأجهزة حديثة للحد من التهريب والتهرب الكمركي والتحايل الضريبي .
يحتاج الى فتح آفاق التعاون المشترك مع بقية الدول من غير تدخل ولا تداخل في الشؤون الداخلية في علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار .
يحتاج الى نهضة زراعية وصناعية وتجارية حقيقية كبرى تتضمن تأهيل المصانع العراقية المتضررة وتشغيل المعامل المتوقفة وتشجيع المنتج الوطني والحد من المستورد – الستوك – الاجنبي ومن غير مقاولات ولاسمسرات ولا – كلاوات – لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الامن الغذائي والصناعي والتجاري ما من شأنه ان يعيد العراق الى سابق عهده رقما صعبا بين الدول وعلى مختلف الصعد .
يحتاج الى نهضة عمرانية واسعة النطاق وعلى الصعد كافة للقضاء على ازمة السكن الخانقة والعشوائيات والتجاوزات وتشغيل الايدي العاملة وتوفير فرص عمل للعاطلين والقضاء على البطالة وتوفير سكن لائق واطئ الكلفة للفقراء وذوي الدخل المحدود والمساكين .
يحتاج الى محطات ومشاريع كبرى لرفع المخلفات وطمر الانقاض وتدوير النفايات، ومشاريع مماثلة لردم المستنقعات والبرك الاسنة ووقف التصحر وزيادة المساحات الخضراء ، يحتاج الى اطلاق مشاريع ضخمة لتحلية المياه وتصفيتها وتوفيرها بدلا من شرب الآسن منها الممزوج بمياه المجاري والمخلفات الصناعية السامة في بلاد ما بين- الصحراوين- وكانت تسمى قديما ببلاد ما بين النهرين قبل عصر الظلمات الحالي !
يحتاج الى مشاريع عملاقة للنهوض بالثروة السمكية والحيوانية واستثمارها محليا وتصدير الفائض منها الى الخارج بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة ومن مناشئ مجهولة او دون المستوى المطلوب .
يحتاج الى مشاريع حقيقية للطاقة الكهربائية ، للطاقة الشمسية، للطاقة النظيفة،تسهم في سد العجز ومعالجة الخلل بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة .
يحتاج الى الى بناء سدود ، واحواض عملاقة ، وبحيرات صناعية ، وقنوات مائية ،وخزانات ضخمة للحفاظ على الثروة المائية بدلا من اهدارها ومن ثم البكاء امام الشاشات ” صيفا بسبب الجفاف وشح المياه ، وشتاء بسبب الفيضانات المرعبة “.
يحتاج الى منع تهريب الاثار والعملة الصعبة ومنع المضاربة بها في البنوك ومزادات العملة والمصارف والصيرفات .
يحتاج الى استرداد آثار وأموال العراق المهربة والمنهوية والمجمدة على مدار سنين .
يحتاج الى مصالحة وطنية فاعلة وحقيقة واعادة اعمار المناطق المدمرة ، الى اعادة النازحين والمهجرين والمشردين الى مناطق سكناهم والكف عن التغيير الديموغرافي على أسس عرقية وطائفية.
يحتاج الى مكافحة التزوير وغسيل الاموال والاتجار بالبشر والمتاجرة بالاعضاء البشرية والقضاء على عصابات الجريمة المنظمة، والقضاء على الاستغلال والامية والربا والرشا والغش والاحتكار والابتزاز والمخدرات والخمور والقمار والبغاء السري والعلني وعلى السطو المسلح وقطع الطريق والبطالة المقنعة والعنف الاسري والظلم المجتمعي والتخلف والجهل والبؤس والفاقة والمرض .
يحتاج الى القضاء على ظاهرة المحسوبية والمنسوبية والحزبية والعشائرية والطائفية في التعيينات والتنقلات والتنسيبات والدراسات والترفيعات والترقيات .
يحتاج الى أمن وأمان ، الى سلم وسلام ، الى تشجع الاستثمار والعمل على طمأنة رؤوس الاموال لضمان تدفقها الى الداخل مشفوعا بقدوم الشركات ، بدلا من هروبها وفرارها الى الخارج .
يحتاج الى ننشيط حركة السياحة بكل اشكالها وصورها ، الى بناء الفنادق ، الى استحداث المرافق الخدمية والمتنزهات ، الى تأهيل المتاحف ،الى صيانة وترميم المناطق والمعالم الاثارية والتراثية والفلكلورية بدلا من اهمالها عن عمد وبدلا من الدعوة الى هدمها وازالتها !
يحتاج الى توفير الخدمات ، الى الحفاظ على الكنوز والثروات والخيرات واستثمار جميع الطاقات والكفاءات والخبرات بدلا من تهجيرها وتهديدها واقصائها وتهميشها .
لو انكم فعلتم كل ذلك أو نصفه على الأقل لضمنتم الفوز في أية انتخابات ومن غير تهديدات ولا فتن ولا مشاغبات ولا مشاكسات ، ولا صرف ملايين الدولارات على الصور والدعايات ، ولوجدتم الناخبين المؤيدين لكم بالملايين ، ولا اقول بالمئات او بالعشرات ،اما الدعوات الخائبة الى التعرض لهذا او ذاك بسوء فواضح منها انها دعوات – المفلسين – لإثارة النعرات الطائفية والفتن النائمة والتي لعن الله تعالى من ايقظها وخاض فيها وحرض عليها ايا كان اسمه وعنوانه ، وما خلطكم للاوراق الا محاولة خائبة منكم وكل من يقف خلفكم للتغطية على الفشل الذريع على المستويات كافة في عصر ..الظلمات !
ويسأل كثيرون لماذا لاتنتقد الكثير من هذه الجماعات الراديكالية مجمل الرذائل والكبائر والافات المجتمعية في دروسها ومحاضراتها وندواتها ومجالسها الوعظية وتراها تهرف بما لاتعرف فقط في التراث والتأريخ الذي زوره الشعوبيون وشوهه المستشرقون ، بالمقابل فهي غير معنية لا بالشريعة الغراء الصحيحة ولا بالتأريخ الصحيح الذي كتبه المؤرخون المنصفون ؟
الجواب : لأن هذه الجماعات وبرغم ادعائها التدين الا انها تعتاش على الاتاوات التي تفرضها على الملاهي ودور البغاء والحانات ومحال بيع الخمور والقرض الربوي والمخدرات اضافة الى التلاعب بالعملات والبورصات ، وفرض الاتاوات على البضائع والتجار والباعة واصحاب العقارات والمزارع والبساتين وبالتالي فهي لاتنتقد ” فواحش ورذائل وآثام ” ترتكب ليلا ونهارا هنا وهناك بل على العكس من ذلك فهي تعمل على تشجيعها اكثر واكثر، اضف الى ذلك ان” لهذه الجماعات اجندات دولية واقليمية تتمثل بـ” تدمير المجتمع الذي تتطفل عليه وتعمل على تفكيكه وتمزيقه وتجهيله واضعافه لصالح تلكم الدول التي تحركها كبيادق شطرنج على رقعة العراق من خلف الكواليس “.
واذا رأيت واعظا غير معني بالتحذير من الكبائر والمفاسد والاثام التي تفتك بالمجتمعات فتكا ، ولا يكاد يكلف نفسه بالتحذير منها ، وكأنها غير موجودة البتة، وكأنها لاتتعارض ولا تتناقض مع الشريعة الغراء التي يزعم حمل لوائها وهي منه براء ، فأعلم بأن هذا المخلوق اما واعظ سلطاني لايريد تخبيث خاطر – ابو الخبزة – واما انه واعظ أحزاب وجماعات يعمل وفق اجندات قد يكون عدم التحذير من بعض المفاسد ،وربما العمل على اذكائها ونشرها وانتشارها اكثر فأكثرغايته وهدفه ووسيلته ، وليس العكس !اودعناكم اغاتي.