لا نحبّذ تكرار استخدام أمثلةٍ تراثيّة قي الكتابات الصحفية < كالمَثَل القائل ” من فمِكَ أدينك ” > مهما كانت الدقّة والموضوعية في الإستشهاد بهكذا أمثالٍ وسواها , ممّا تعزف على ذات الوتر الحسّاس . ولن نقف ولا نتوقّف هنا على ما ذكره المحلّل العسكري الإسرائيلي البارز < ألون بن ديفيد > بأنّ اسرائيل لم تعثر على ايّ نفقٍ صالحٍ للإستخدام تحت محور فيلادلفيا على الحدود بين قطّاع غزّة ومصر , مفنّداً بذلك رواية رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو بهذا الشأن .! حيث يصرّ الأخير على استمراية احتلال هذا المحور , مدّعياً وزاعماً بتهريب اسلحة وذخائر وصواريخ الى غزة عبر انفاقٍ تحت هذا المحور ” الفيلادلفي ! ” .
” بن ديفيد ” محلل الشؤون العسكرية لقناة 13 الإسرائيلية , ذكرَ أنْ لمْ يتمّ العثور على نفقٍ واحدٍ مفتوح في الأراضي المصرية الحدودية المحاذية , ونفى كليّاً رواية نتنياهو العارية عن الصحة , واضافَ أنّ 80 % من اسلحة حماس يجري انتاجها وتصنيعها محلياً ومن داخل شبكة الأنفاق الملتوية والمعقّدة .
هذه ( الإسرائيليّات ) التوصيفية المستندة الى معلوماتٍ عسكريةٍ حسّاسة , والتي تمثّل آراء ورؤى وسائل اعلامٍ اسرائيلية , ولها دلالاتها على مستوى الرأي العام الأسرائيلي , فلا شأنَ لنا هنا بها , مهما كانت دقّة المعلوما الفنية والعسكرية الواردة فيها .!
لكننا ولكنّما نختزل القول بأشدّ التعابير بكثافةٍ مُركّزّة , فإذا ما كانت اتّهامات نتنياهو لمصر بهذا الخصوص صائبة وصادقة .! , فلماذا يتقبّل الدَور المصري للوساطة , ويرسل وفده وقادة اجهزة مخابراته الى القاهرة للتفاوض مع قيادة المكتب السياسي لحركة حماس , بغية التوصّل الى هدنة مفترضة او وقف اطلاقِ نارمؤقت ” مهما طالَ او قصُر ” طالما في اعتبارهم ” في الإعلام الدعائي ” الرخيص , بأنّ القاهرة تتولى ايصال الأسلحة لحركة حماس .! , كما ايضاً لو صحّت الرواية الأسرائيلية ” ولو بمسحةٍ منها ” في هذه الأتهامات للحكومة المصرية , ألمْ تكن الصواريخ المصرية الصنع تنهال على تل ابيب كما الأمطار او نحو ذلك