خيمت اجواء اتفاقية الجزائرالخيانية عام 1975بين العراق وإيران وبمباركة الجزائر والغرب بأكمله ، والتى انهت الثورة الكوردية في كوردستان العراق بقيادة الاب الروحي للكورد المغفور له ملا مصطفى البارزانى ، وأخرت نجاحها الى مديات لاحقة، خيمت تلك الاجواء على سماء الكورد في إقليم كوردستان بل في كافة الاجزاء من كوردستان الكبرى بعد الغاء حفل توقيع الاتفاق النفطي مع تركيا في آخر لحظة، وحينما ابدى الجانب العراقى استعداده بتلبية جميع طلبات تركيا من الطاقة وعلى لسان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني المعروف بعدائه الشديد لكل ما هو كوردى ، حين لقائه مع السفير التركي في بغداد ، ترى ماذا قدم الشهرستانى وهو المعروف بالبخل والشحه على الغير ، وهذا العرض لا يتفتق ذهن الشهرستاني عنه ان لم يكن بمباركة السد المالكي، الذي أثبت لجميع العراقيين بأنه بطل خلق الازمات بلا منازع ومع كافة اطياف الشعب العراقي . وهو الذي استطاع ان يبقى متربعا او بتعبير ادق مسيطراً هو وزمرته على جميع مفاصل الدولة العراقية منذ ما يقرب من ثماتي سنوات ويسعى لاربعة أُخرى و بهذه الصيغة الغير مألوفة من النفاق السياسي يستطيع الفوز بها رغم أنف من لا يصفق للسيد المالكي!!! لانه ليس هناك في العراق غيره !!!! وكأنما عميت اعين الجميع عما حصل ويحصل في البلد منذ اول يوم استولى فيه بالمكر والخديعة على الحكم من نهب المال العام والفساد في جميع مرافق الدولة والتفرقة بين المواطنين على اساس الطائفة والمنطقة والمذهب وغير ذلك من المسميات التى جاءت مع من جاء مع دبابات الشيطان الاكبر، الذي اصبح الان الحليف الاكبر، بعدما توافق مع إيران. ترى ماذا قدم العراق لتركيا ولم يستطيع الاقليم ان يقدمه الان او رفض ان يقدمه ؟ هل اصبح العراق بعد هذا اللقاء مستباحاً للجارة العزيزة تركيا كما هو مستباح للجارة الأعز إيران منذ سقوط الطاغية . وهذا السفير هو نفسه الذي كان حتى قبل اسابيع معدودة مهددا بالطرد ،وتركيا هو العدو الاول والاخطر للعراق ويجب قطع كافة العلاقات معه وطرد جميع الشركات التركية ومن كافة مناطق العراق لأن الحلف التركى السعودي القطري يريد اسقاط حكم العراق الذي يتربع عليه السيد المالكي وزمرته، وان اردوغان يريد اعادة السلطنة العثمانية وهو يعتبر العراق ولاية عثمانية، وهو الذي يغذي احداث العنف في المناطق السنية وحتى يزودهم بالسلاح والمال وهو الذي يستضيف الارهابى الهاشمى وهو من اعدى اعداء ال البيت (عليهم السلام ) و كأن حكم المالكي هو امتداد لحكم ال البيت الكرام ، كل هذ التهم وغيرها أفضع منها حسب تصريحات اطراف سياسية ورموز إثارة الفتن في دولة القانون التى يرأسها السيد المالكي ، وابواقه الاعلامية التى لا تعرف شيئاً سوى كيل التهم والسباب للاخرين وعلى لسان المالكى شخصيا ومن اقرب مستشاريه و في اكثر من مناسبة .
هذا هو ديدن من بيده السلطة في بغداد ومن اية فئة او طائفة كان، من اقصى اليمين حتى اقصى اليسار ، لانه يستطيع ان يغير إتجاهه 180 درجة خلال دقائق ، صديقك وحليفك بالامس واقذر اعدائك اليوم يصافحك بيد ويبتسم في وجهك وباليد الاخرى يغدر بك ويغرز سكينه المسمومة في ظهرك. كالحرباء يغير لونه حسب المحيط الذى يتواجد فيه ،
ولم يسبق ان اتفق هولاء الفرقاء المتنافرين و لا يتفقون ابداً الاّ للغدر بالكورد وحين يسعى الكورد لتحقيق انجاز اي انجاز حتى لو كان هذا الانجاز في صالحهم ايضاً، تراهم يتفقون وبكل سهولة مع انهم كانوا حتى الامس الد الاعداء والخصوم. يتفقون فقط لاجهاض ذلك ، ويغرزون سكينهم المسمومة في ظهر الكورد من جديد، ترى هل التقارب التركى مع الكورد دهاءٌ سياسي و فخ لايقاع العراق في حبائل تركيا ، ام ان الأقليم كان ورقة لعب بها الاتراك ببراعة للايقاع بهما مجتمعين ، في الحالتين او اللعبتين الاتراك هم الرابحون حتما ، ولقد لعبوها بمهارة المحترفين ، ولكن يا ترى من هو الخاسر في هذه اللعبة ، هذا ما ستكشفه وسائل الاعلام في الايام القليلة القادمة ان لم يكن في الساعات القليلة القادمة، هل نسينا مكر وخداع الاخرين في الغابر من الزمان وفي الحاضر منه في منطقة لا يتصف سياسيوها وقادتها بأبسط مبادىء الأ خلاق النبيلة المتعارف عليها في العالم، لا تتوفر هذه المبادىء والاخلاق بين ساسة المنطقة ،لا فرق بين هذا الطرف أو ذاك و هذه الفئة وتلك او هذه الدولة وتلك، هذا هو حالهم منذ قرون بعيدة. لم يتفق سياسيو دول جوار ارض الكورد اقصد الدول التى قُسمت كوردستان فيما بينها في الولائم التاريخية العامرة عفوا اقصد المعاهدات والاتفاقات على اراضى الغير حتى لم يكن يمثل فيها شخص واحد منهم ليدافع عن حقهم ، لنمر سريعاً عى محطات من هذه الانتكاسات التى لحقت بالكورد ووطنهم كمعركة جالديران 1514 التى قسمت ارض وشعب كوردستان بين الفرس الصفويين والاترا ك العثمانيين وما اعقبها من اتفاقية قصر شيرين 1639 لثبتت هذا التقسيم بينهما كلقمة مجانية سائغة لا معترض عليها ، مروراً سريعاً بمعاهدة ارضروم19/8/1847 لاعادة توزيع كردستان بين ايران وتركيا وبمباركة دول تدعى الدفاع عن حقوق الانسان في اكثر من واقعة تاريخية مثل فرنسا وبريطانية وروسيا التى حضرت توقيعها، ومن ثم اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت سنة 1916 التى اغفلت حقوق الشعوب وغدرت بهم وتناست الوعود التى قطعها قادة تلك الدول لشعوب المنطقة ، قادة نفس تلكما الدولتين التى لا تعترفان بشيئٍ سوى المصالح أقصد بريطانيا وفرنسا، وهذا ما عرفته جميع شعوب الارض عن هاتين الدولتين منذ ان غزتا العالم طيلة القرون الماضية ، هذه الاتفاقية التى قضت بتقسيم كوردستان بالمسطرة وتشكيل دول حديثة واستيراد ملوك حسب مواصفات خاصة من خارجها (العراق والاردن مثالين) وضم الموصل وكوردستان الجنوبية وغرب كوردستان إلى فرنسا وإلحاق معظم كوردستان الشمالية (جنوب وجنوب شرق الأناضول) بروسيا، واحتفظت بريطانيا بالمنطقة المتبقية وبعدها ميثاق “سعداباد” 8 تموز 1937: الذي سعت له بريطانيا العظمى لتقوية نفوذها في الشرقين الادنى والاوسط بين كل من تركيا والعراق وايران وافغانستان يتضمن التنسيق في مكافحة “الحركات التحررية الكوردية وقمعها، مثل ( جمهورية ارارات الكوردية/ آگرى) بقيادة الجنرال احسان نوري پاشا ، وسيطرة بكر صدقي ( الكوردي)على الحكم في العراق، و يجب ان لا ننسى امريكا التى رعت اتفاقية الجزائر الخيانية التى سبق ذكرها في مستهل كلامنا،والتى تخلت فيها عن الكورد وسلمتهم لقمة سائغة لحكم البعث المقبور متمثلا بمدللهم صدام حسين، ومرة اخرى تخلت امريكا عن الكورد بعد انتفاضته المباركة في اذار 1991 ، بعد ان تركت صدام يفعل بالكورد بل وبأغلب العراقيين ما يندى له جبين الانسانية من قتل وتشريد والهجرة المليونية الى دول الجوار التى لا تختلف عن صدام بشىء.
واخيراً وليس اخراً غدرُ الامريكان بالكورد عام 2003 حينما سيطر الپيشمرگة من اهل كركوك اثناء عملية تحرير العراق واسقاط نظام صدام حسين سيطرواعلى محافظتهم بالكامل وطهروها من البعثيين واذنابهم وحينها اقنعتهم امريكا بخباثة ولؤم لا يوصف بالخروج من ارضهم بعد ان استعادوها بدمائهم الزكية بالخروج من محافظتهم الكوردية الكوردستانية التى وبعد مرور اكثر من عشر سنوات لا زالوا يطالبون بها دون جدوى ، ولا احد يعلم كم من اعوام أُخرى ستمضى وحال كركوك هو هو لم يتغير.
هذه نماذج من سجل تاريخ الكورد مع من يستعمرون ارضهم وينهبون خيراتهم من الاقربين والابعدين ويستخدمونهم لتحقيق اهدافهم الدنيئة . متى يأتى اليوم الذي لا يتدخل في شأنناكائن من كان الا بإرادتنا سواء من الجوار او من هم عبر البحار.
لا استطيع وصف ما حصل يوم أمس في انقرة الا بالدرس الذي يضاف للدروس السابق ذكرها وحتماً سنستفيد منها جميعاً في المرحلة المقبلة، ولكنه لا ولن يهز كياننا الذى سيبقى عزيزاً شامخاًً ومتطوراً وشوكة في عيون الحاقدين سواء الداخليين أو غيرهم من خارج الحدود، لانهم سيبقون في حاجة الينا والان هم في امس الحاجة الينا ولمصلحتم وسيركعون أيضاً ولمصلحتهم ايضاً ، و من أجل هذه المصلحة سيفعلون أي شىء ،نعم وسيكون الدور لنا ووقتها سنلعبها معهم وبأكثر من صح .
لنتكاتف جميعاً ونتضامن، وستمر هذه العاصفة بدون خسائر بل نحن الرابحون ستنتهى و قد ربحنا وحدتنا وحبنا لبعضنا البعض وايماننا بمستقبلنا لن يتزعزع ابداً،