7 أبريل، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

إتحاد التعاون التركي العربي الإيراني؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الوقع في منطقة الشرق الأوسط محكوم بثوابت تمخضت عن الحرب العالمية الأولى , وهي فاعلة ومعززة من قبل القوى التي أوجدتها أو أضرمتها , وخلاصتها أن لا علاقة إيجابية ما بين الأتراك والإيرانيين والعرب , وأن لا يُسمح بالتقارب ما بين هذه القدرات الحضارية الثلاث , لأن في ذلك تشكيل خطر كبير على القوى الطامعة في المنطقة وثرواتها.
ولهذا عاشت المنطقة في قطيعة مروعة وعدوانية قاسية على مدى القرن العشرين ولا تزال , وكلما بدأت الخطوات نحو أي تقارب يتم صناعة مأزق أو مطب للحيلولة دون ذلك , كما جرى بين العراق وإيران , فحالما تحقق بعض التقارب ما بين الدولتين , تم تغيير النظام فيهما ودفعهما لحرب عبثية قاسية مريرة تسببت بالفظائع والخسران الكبير لطاقاتهما وقدراتهما.
والحقيقة الخافية أن تقارب القوى الثلاث يؤسس لقوة حضارية هائلة تفرض هيبتها ونفوذها على أوربا والدول الغربية الأخرى , ويُخشى من هذا التقارب أن يدفع إلى تأسيس إمبراطورية ترفع راياتها , كما حصل للدولة العثمانية التي أرعبت أوربا لقرون عديدة.
وفي هذا الزمن التواصلي لابد لشعوب المنطقة الثلاث أن تدرك , بأن السلام والحرية والديمقراطية والحياة الكريمة العزيزة المعاصرة الآمنة لاتتحقق إلا بإقامة علاقات طيبة مع الشعوب الثلاثة , أو إنشاء مجلس تعاون أو إتحاد على غرار الإتحاد الأوربي.
فالشعوب الثلاثة متشابه في كل شيئ وحتى اللغة فأنها متقاربة , العربية ليست غريبة على الشعبين الإيراني والتركي , والعادات والتقاليد والتأريخ والدين والثقافة بصورة عامة تتشابه , ولا يمكنهم إلا أن يكونوا أمة واحدة ذات إرادة حضارية مشتركة تعزز وجودهم وتعبر عن الإرادة المشتركة بينهم.
ولابد أن تستيقظ شعوب المنطقة وتستفيق أنظمتها من غفلتها وإنحرافات رؤاها وتفكيرها , وتبدأ العمل الجاد لتطوير العلاقات وتأكيدها بما يخدم مصالح وتطلعات شعوبها كافة , فالتعادي يستنزف طاقات الشعوب ويتسبب لها بتفاعلات خسرانية فادحة , كما هو الحال اليوم , حيث تُنهب ثروات المنطقة بشراء الأسلحة التي يُراد إستخدامها لتدمير المنطقة بإذكاء الصراعات دامية مابين شعوبها الحضارية الطيبة المفعمة بالتراث الإنساني النبيل.
وهذه دعوة لإيقاظ الشعوب والأنظمة والأحزاب من غيها وضلالها , ومحاولة لإعادة رشدها إليها وحلمها وحكمتها وحذاقتها وعافية إدراكها , بعيدا عن تأجيج الإنفعالات والعواطف ودفعها للدخول في دوامات عاتية من التسعير والإلتهاب الوخيم , الذي يعطل العقول ويساهم في إنفلات النفوس الأمّارة بالشرور.
والخلاصة أن الشعوب التركية والإيرانية والعربية لا خيار صالح ومعاصر أمامها إلا بالتفاعل المشترك الأخوي الإنساني الذي يؤكد مصالح الجميع ويرعاها , وهذا يكون بإنشاء مجلس تعاون على غرار مجلس التعاون الخليجي أو إتحاد على غرار الإتحاد الأوربي , وبدون أحد هذين الخيارين ستبقى المنطقة تغلي وتستمر ميدانا لصراع المصالح الأجنبية , والخاسر الأكبر هو شعوبها وحسب والرابح الأكبر أعداؤها أجمعين.
فهل سترعوي الشعوب والأنظمة وترفع رايات التعاون والإتحاد الحضاري المعاصر؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب