18 ديسمبر، 2024 7:41 م

إبراهيم الزبيدي .. وبيت المنفى

إبراهيم الزبيدي .. وبيت المنفى

إبراهيم الزبيدي إعلامي حديدي من العصر الأول، والوسيط ،والحديث00 وكذلك هو شاعر حمل على كاهله المنفيين : منفى الوطن، ومنفى القصيدة ، ومضى يبحث عن كي لداء السياسة في العراق ، فوجد الكي والسياسة في العراق- مخلوقين من جنس واحد ،كما خُلق إبليس من النار ، خُلقتِ السياسة من الكي ، والكي من السياسة ، فلا يضر احدهما الآخر !00 بعد فترة من ظهور الزبيدي على قناة التغيير ، أدركتُ بلغة الجسد التي صارت تتناقل إشاراتِنا عن بعد : ان هذا الرجل شاء له القدر ان يحمل على كتفٍ جعبة موروث الدولة العراقية الحديثة ، ومفارقات تكوينها ، وطريقة تفكير شخوصها ، وملامح نشوئها ، بعصريها الملكي، والجمهوري ، حتى وفاتها واغتيالها على يد من اسميه بمصطلحاتي(حمار المغفلين بوش)، (في آذار 2003) 00 فالزبيدي عبارة عن شهادة كبرى ، عاشر سلاطين زمانه ،ومازحهم، ونادرهم ،وتقاسم مرارتهم ، ولكنه ظل يبحث عن كرامة الإعلام في محنة السياسة!، ثم انفرد بغربته التي مازالت تشهر بوجهه ( الكارت الأحمر): أنت منفي 00 أنت منفي ، وعلى الكتف الآخر حمل الزبيدي وطنا منفيا(وتعريفي للوطن المنفي كمنظّر هو الوطن العاجز عن توفيق العلاقة بين حاكمه وشعبه)، وإذا أحسنّا استخدام المصطلحات كل في موضعه ، فالوطن أعظم أب روحي لأبنائه، ولكنك إذا درست أخلاق الوطن مع أبنائه، ستجد أن ذلك حصل بسبب الجيران ، وبسبب الغزاة المغول ، وبسبب قصور المنظرين في تعريف معنى (مصطلح المعارضة) ، ومتى يكون هذا المصطلح تاما ، ومتى يكون ناقصا ، وماهي الكارثة التي سيلحقها بسفينة الوطن عندما يكون ناقص التعريف ، او عندما يتم تداوله وهو ناقص التعريف ، فيتحول الى دواء بلا طبيب، والدواء بلا طبيب اخطر من المريض بلا طبيب! لاتعرف كم تتداوله وكيف تتناوله00ودائما لايدخل المغول بغداد ، مالم يحصلوا على (الإذن) من جيران بغداد، ولكن علماء النفس والاجتماع يؤيدون فكرتي عندما اقترح أن أعظم بوابات الوطن ، هو الشعب الذي يكتسح أعداء الوطن المتلبسين والغزاة ، الشعب الذي يعرف كيف يمسك حدوده ، فلا يسمح للذبابة ان تدخل عليه مالم تتعهد انها تنزع شكلها وتتحول إلىنحلة وديعة، ولهذا السبب عاش العراق منفيا عن أبنائه وهم حاضرون في وجدانه00 ثم يزاحم شعري نثري ، فأقول :

ياعابد الأوثانْ

اثنان لايمزحانْ

الوطن عندما يُهانْ

والتهور مع السلطانْ

ودائما حكام بغداد لايعرفون كيف يدفعون خطر المغول عن أنفسهم ، بعين( زرقاء اليمامة) ( المستشارين) ، فيتحول المغول إلى أداة لمحتل آخر ، ودائما الحاكم العربي ، والشعب العربي ، يلعبان أمام المغول لعبة القط والفأر ، حتى إذا هجم المغول تبخر القط والفأر ، ثم ترى المغول هو الآخر يلحقهم هاربا : ثلاثة واحد يركض وراء الآخر ، لأن من اسميه بمصطلحي ( المنغول) هو الذي كسحهم وحل محلهم إلى اجل غير مسمى! لذلك صار من المفارقات العجيبة ، ان لكمات الحكام والمعارضين في بلاد الضائعين لاتسمح للوطن أن يلبس الدرع الواقي، فصارَ ينطبق على حال حكام العراق وشعبه عبر التاريخ ، قوله تعالى:” 00كلما دخلت امة لعنت أختها 00″ (الأعراف:38)، وقول الشاعر:

دعوتُ على (عَمرو) فماتَ فسرني

وعاشرتُ أقواما ، بكيتُ على (عَمرو)

ولو لمس المغول الحديث ،أن أبناء العراق سيتوحدون على مأدبة دبغ جلده الوحشي، كما توحد ( الشعب المصري)على دبغ جلده في زمن الأميرة ( شجر الدر) في معركة ( عين جالوت) الشهيرة 1260م،لاختار المغول ومغازلوه الإقليميون كوكبا آخر يفكرون به كيف يقتربون من (ناطور) شهرزاد00 ولكن 00وكم هو مؤلم مابعد لكن 00!

إبراهيم الزبيدي  رفض أن يغادر العراق على جنح الطائرة، فغادر على جنح القصيدة 00

وكلما فتح للعراق منفىْ

عاد ثانيا

ليعزفَ الحرفَ والنزفاْ

ولكني أقول لشاعرنا إبراهيم الزبيدي 00 اسمعنا قصيدة مغولنا الحديث، ولن اعتب عليك مرة أخرى إذا أسمعتَ بغداد صراخاتِ هزيمة المغول00 وقهقرة صهيلهم المنكر!، فإنه آت لامحالة، قال تعالى:”ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين”(آل عمران:178)

*كل مكونات المقال ، ومقاطعه الشعرية ، لغريم واحد ، (هو رحيم الشاهر)،(فلا تبخسوا الناس أشياءهم)