23 ديسمبر، 2024 3:00 ص

أکثر من مأزق أمام طهران

أکثر من مأزق أمام طهران

يحاول القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الإيحاء بأنهم يمسکون بزمام المبادرة في مفاوضات فيينا وإن الوقت يکاد أن ينفذ للمجتمع الدولي وليس لهم فهم وکما يصورون ليسوا في عجلة من أمرهم بحيث يتصرفون کمن ليست عنده من أية مشکلة وإن أمورهم کلها على أحسن مايرام في وقت وکما تٶکد مختلف التقارير وحتى تلك التي من مصادر مستقلة ومحايدة، تٶکد بأن الاوضاع في إيران أشبه ماتکون بالقنبلة الموقوتة التي يمکن أن تنفجر في أية لحظة.
مفاوضات فيينا ليست بتلك السهولة بالنسبة للنظام الايراني وکما يحاول أن يوحي بذلك، بل إنها بالغة الخطورة والحساسية وتقترب حتى من المصيرية، لأن هذه المفاوضات فيما لو توفق فيها المجتمع الدولي فإن النظام الايراني يصبح أمام الشعب الايراني في موقف ووضع لايحسد عليه، مع الاخذ بنظر الاعتبار بأنه”أي النظام الايراني”لايستطيع أن ينفخ الروح في إتفاقية 2015، ويحوز على ماکانت تحفل به من إمتيازات له، ولاريب من إن المجتمع الدوي وبعد أن رأى کيف إن الاتفاق النووي لعام 2015، قد کان في صالح النظام الايراني وإنه جعله يتمادى ليس فيما يتعلق ببرنامجه النووي فقط بل وفي العديد من المجالات الاخرى التي تهم السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، فإنه”أي المجتمع الدولي”يريد تصحيح خطأه السابق وتلافيه وهذا مايجعل النظام الايراني يشعر بالحنق.
تأکيد النظام الايراني على مسألة رفع العقوبات الدولية في المفاوضات ومنحها الاولوية، يٶکد بأن أوضاعه الاقتصادية ليست متردية فقط بل وحتى أکثر من ذلك بکثير، وهو وبحسب العديد من التحليلات والبحوث والدراسات السياسية، قاب قوسين أو أدنى من إندلاع ثورة الجياع ضده بعد أن تسبب بسبب من نهجه العسکريتاري التوسعي بجعل أکثر من 60% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر، الى جانب إن مقاطعة الشعب الايراني للإنتخابات التشريعية التي جرت في عام 2020، قد أکدت للنظام بأن روح إنتفاضتي يناير2018 ونوفمبر2019، لازالتا تسريان بقوة في أعماق الشعب الايراني، ولأن الاخير يعلم جيدا وکما إعترف لأکثر من مرة بأن مجاهدي خلق هي من قادت الانتفاضتين، فإنه يعلم جيدا بأن نصيب الانتخابات الرئاسية القادمة في 18 يونيو القادم لن تکون بأفضل أبدا من إنتخابات العام الماضي، وهذا بحد ذاته مأزق خطير يضاف الى مأزق مفاوضات فيينا، خصوصا وإن الشعب يعتريه مشاعر السخط والغضب على ماقد آلت إليه الاوضاع والامور بسبب من نهج النظام الذي يتناقض ويتعارض مع مصالح الشعب الايراني.
المأزق الآخر للنظام الايراني، هو مأزق تدخلاته في المنطقة والتي باتت تواجه معارضة ورفضا غير مسبوقا من جانب شعوب المنطقة والذي يزيد الطين بلة إن عملاء النظام الايراني عندما يغتالون معارضي ورافضي التدخلات الايرانية الذين يتزايدون بإضطراد، فإن مشاعر الرفض والکراهية تتزايد أکثر بالاضافة الى أن الدول الغربية خصوصا والمجتمع الدولي عموما لم يعد يتقبل هذه التدخلات ويسعى لإنهائها وحتى إنها واحدة من الامور المطروحة على طاولة مفاوضات فيينا.