مع إنتهاء عهد الرئيس باراك أوباما، أسدل نظام الجمهورية الاسلامية الإيرانية الستار على فترة وصفهتها العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية بالفترة الذهبية لهذا النظام من مختلف النواحي، إذ حصل على عدد کبير من المکاسب و الامتيازات التي کان يحلم بها بحيث صار يطلق تصريحات غريبة من نوعها تتسم بروح الغطرسة و العنجهية الکاملة خصوصا بعد أن أصبح نفوذه ساريا على أربعة عواصم عربية.
بقدر ماکان عهد أوباما بالنسبة لهذا النظام جيدا من کل النواحي وکانت الفرص متاحة له على مختلف الاصعدة، إلا إنه وخلال عهد ترامب قد إنقلبت عليه الآية و صار في وضع لايحسد عليه، خصوصا بعد أن بدأت الادارة الامريکية تمارس ضغوطاتها على طهران رافضة الاتفاق النووي بالصيغة التي تم توقيعها في اواسط عام 2015، کما بدأت الادارة الامريکية تضع نشاطات و تحرکات الحرس الثوري تحت المجهر و تلوح بإمکانية وضعه في قائمة المنظمات الارهابية على خلفية دوره في المنطقة الذي صار غير عاديا بالنسبة ليس لدول المنطقة فقط وانما للدول الغربية أيضا.
تشديد العقوبات المفروضة على إيران و إحتمال إلغاء الاتفاق النووي، قد لايشکل شيئا حيال إعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية و وضعه في قائمة الارهاب، ذلك إن الحرس الثوري يعني العمود الفقري لنظام الجمهورية الاسلامية و هو خطه الدفاعي الاهم و رأس حربته ضد أعدائه داخليا و خارجيا وحتى إقليميا فإن هذا النظام ينفذ تهديداته من خلاله، وإن إعتباره منظمة إرهابية يعني توجيه ضربة للعمود الفقري للنظام، ولذلك ليس غريبا أن يقوم قادة و مسٶولي النظام بإطلاق تصريحات نارية ضد واشنطن، وحتى أن قائد الحرس الثوري قد وصل به الامر الى إن نظامه سيعتبر الجيش الامريکي مثل داعش!
الحرس الثوري الذي مارس قمعا دمويا فريدا من نوعه بحق الشعب الايراني و خصوصا ضد إنتفاضة عام 2009، وکافة التحرکات و النشاطات الاحتجاجية غير العادية، کما إن الجناح الخارجي له، أي قوة القدس بقيادة قاسم سليماني، قد لعبت هي الاخرى دورا سيئا جيدا ضد دول المنطقة وخصوصا العراق و سوريا و اليمن و لبنان، وإن نفوذ و هيمنة النظام على هذه البلدان يتم من خلال هذا الجهاز ولو تم تحجيم و تحديد دوره فإن ذلك سينعکس على أوضاعه الداخلية و الخارجية على حد سواء، والانکى من ذلك إن المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة، أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، يطالب بإلحاح إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية لکونه يشکل خطرا و تهديدا ليس على الشعب الايراني وانما على المنطقة و العالم، وقطعا فإن إقدام واشنطن على هکذا خطوة ستضرب النظام الايراني في الصميم و ستربك أوضاعه الى أبعد حد.