المنطقة تزداد إحتقانا وتجهما والسلام والامن والاستقرار يتراجع فيها بشدة للوراء، جيوش الظلام التي صارت تنتشر في أرجاء عديدة من المنطقة وهي تعتقد بأنها بمنطقها الظلامي البربري المعادي للحياة والتقدم، سوف تتمکن من إيقاف عجلة التاريخ وتوقف التغيير والتطور والحضارة، ومع أن هناك مسحة وشئ من التشاؤم واليأس لدى البعض خصوصا مع خطر وتهديد داعش قائم لحد الان على الرغم من کل الهزائم المنکرة التي ألحقت به، لکن وفي نفس الوقت، فإن هناك أيضا ظواهر ومظاهر وأحداث تبعث على الامل والتفاؤل والثقة بالمستقبل، خصوصا بعد أن شهدت المنطقة حصول تطورات إيجابية ضد الدور المشبوه الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبيل تغيير الولايات المتحدة الامريکية لنهجها السابق الذي کان مسايرا ومهادنا للنظام الى سياسة حازمة فيها کل أسباب الردع ضد النظام الايراني إضافة الى أن بلدان المنطقة صارت ترى في النظام الايراني خطرا وتهديدا غير عاديا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
تزامنا مع التطورات الإيجابية ساردة الذکر، فقد حدث تطور نوعي آخر من خلال الانتفاضة الشجاعة الاخيرة للشعب الايراني في 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي أکدت رغبة الشعب الايراني في التخلص من النظام الذي يحکمه وإقامة نظام سياسي جديد لايعتمد على الدين کوسيلة من أجل تحقيق الاهداف والغايات وهو تطور لابد للمنطقة والعالم أن تأخذها بعين الاهمية والاعتبار الخاص لأهميته من مختلف الجوانب، فإن المنطقة تشهد أيضا تململا واضحا ومکشوفا من المد الظلامي الدموي الذي بدأ يجتاح دولا في المنطقة، وصارت الاصوات تتعالى أکثر من أي وقت آخر مطالبة بمواجهة هذا المد الذي يعادي کل ما هو انساني وحضاري والحيلولة دون تحقيقه لأهدافه المشبوهة، والعمل على المساعدة والتشجيع على نشر ثقافة التسامح والحوار والتواصل الانساني والاسلام الوسطي الاعتدالي، وهنا يجب أن نشير أيضا الى الکفاح والنضال الفکري السياسي الدؤوب الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق بطرحها للإسلام الديمقراطي المؤمن بمبدأ الحوار والتسامح والتعايش ورفض الاقصاء وإلغاء الآخر، ان العمل الجماعي في المنطقة مع إيلاء أهمية وإهتمام خاص لدعم النضال الذي تخوضه هذه المنظمة ودعم تطلعات وطموحات الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية، لأن واحد من أهم وأکبر قلاع الفکر الظلامي هو النظام الاستبدادي الديني القائم في إيران، وان الانتصار للفکر التسامحي والاعتدالي في هذا البلد يعني بالضرورة التمهيد لإنهيار وتلاشي هذا الفکر المتطرف المعادي للإنسانية وبذلك يزول أهم خطر يهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة.