18 ديسمبر، 2024 7:21 م

أُم العراقيّين

أُم العراقيّين

كنتُ مراهناً، من أنّ ” جهابذة ” السياسة في هذه البلاد لن يهتمّوا بجائزة الشجاعة العالميّة التي حصلت عليها السيدة علية خلف صالح الجبوري ” أُم قصي ” وسيشغلون أنفسهم بخزعبلات من نوعيّة ، المؤامرة الأمبريالية ، والصراع بين حكومة الأغلبية وحكومات التوافقية ، والعودة الميمونة ” للمجاهد ” كمال الساعدي . !
صباح أمس كنتُ أنا وإياكم بالتأكيد نبحث عن عناوين أخبار هذه البلاد ، فماذا وجدنا ؟ النائب الإصلاجي ” جداً ” موفق الربيعي لايزال يبحث عن مشترٍ للحبل الذي أُعدم فيه صدام .
النائبة الإصلاحيّة ” حدّ العظم ” عالية نصيف ، منزعجة جداً لأنّ البعض يستورد الشاي من فيتنام ، فهو في نظرها شاي شيوعي ولايصلح لأمّة مؤمنة مثل أُمّتنا .
مشعان الجبوري صاحب أشهر قضية فساد، تحوّل إلى مصلح لايقلّ أهميّة ومكانه من المرحوم مارتن لوثر كنغ ، ولم يعد يذرف الدموع على أيّ قائد ضرورة!
النائبة حنان الفتلاوي منشغلة بالجولات المكوكيّة بين مضيف ، ومضيف آخر .. مع فاصل يقدّمه أحد الشيوخ .
من عالمها الصغير في ناحية العلم بمحافظة تكريت خرجت ” أُم قصي ” للعالم، قبلها بأعوام كانت تتنقل بحثاً عن ناجين من مجزرة سبايكر ، في محاولة لإنقاذهم وعودتهم الى أهلهم ، آلت على نفسها أن ترعى كلّ من هرب من عصابات داعش ، خاصة الشباب الذين تعرّضوا لأبشع جريمة ، ولهذا وجدنا جميع العراقيين أحبّوها ، ورفعوها إلى مرتبة كبيرة ، خاصة أنها جازفت بسلامة أسرتها من بطش الدواعش ، غير أنّ القدر ساعدها في أن تحتلّ مكانة بين نساء العالم ممن قدّمنَ دروساً في التضحية والشجاعة ، ولتقول للعراقيين جميعاً إنّ :” هذه الجائزة هي لكلّ أولادي العراقيين ” . فاستحقت بذلك منّاً أن نسمّيها أُم العراقيين جميعاً .
في العراق ، لك أن تتخيّل، يوجد شيء جديد اسمه جبهة الاحزاب المدنية التي تريد هذه الايام خلع العباءة الدينية وارتداء ” القاط والرباط ” ، بعض أعضائها من المتورّطين في التحريض على الشحن الطائفي ، وإثارة الفتن ، وإطلاق مصلح ” قبيح ” اسمه التوازن ، حتى في عدد ضحايا العمليات الإرهابية . مجاميع سياسية تريد أن تقود البلاد إلى الحريق ، وتستعجل خراباً يسير على قدمين، طائفية واجتماعية .
اليوم مطلوب من العراقيين جميعاً ، أن يقرأوا لحظة القرار الذي اتخذته ” أم قصي” في انقاذ الشباب الهاربين من مجزرة سبايكر ، ويدركوا أنّ المستقبل ، فقط لنموذج ” ام قصي ” .